قابلته صدفة في مكتب الصديق العزيز محمد حسني مدير اعلام الاوبرا.. دار بيننا حديث سريع حول الفن والاعلام.. وكيف تتجاهل الصحف والمجلات والقنوات التليفزيونية الاعمال الفنية ذات القيمة التي تسموا بالاحاسيس.. وتركز علي "الغث".. لأن اصحابها قادرون علي ان "يطبلوا ويزمروا" لها رغم تأثيرها السيئ علي الذوق العام والاخلاق.. وانتقل حديثنا الي كيف كانت الاسر المصرية قديما تهتم بتربية ابنائها علي حب الموسيقي والاستماع اليها والاستمتاع بها.. وكيف كانت مدارسنا تذخر بالآلات الموسيقية وتهتم بتدريب التلاميذ والتلميذات بالعزف عليها والتي دفعت بالكثيرين منهم الي الابداع.. وانتهي حديثنا بان دعاني موسيقار الاورينتال جاز "الجاز الشرقي" يحيي خليل لحضور حفل في ساقية "الصاوي" . وساقية عبدالمنعم الصاوي عبارة عن مركز ثقافي تقع اسفل كوبري 15 مايو بالزمالك تطل علي النيل.. ومنذ 7 سنوات اسسها المهندس محمد الصاوي ابن الأديب الراحل عبدالمنعم الصاوي.. واختار لها اسم الساقية تكريمًا لوالده.. ف "الساقية" رواية خماسية الأجزاء للأديب عبدالمنعم الصاوي اقتبس اسمها المهندس محمد لتكون ساقية ثقافية وفنية تروي روادها فكرًا وثقافة. والموسيقار "يحيي خليل" فنان مصري احب الموسيقي منذ طفولته من مدرسته واسرته.. واقترب بشدة من موسيقي الجاز.. وسافر الي امريكا وعاد حاملا نسيجا خاصا بنا يجمع بين موسيقي الجاز الامريكية ذات الاصل الافريقي وآلاتنا وموسيقانا الشرقية في تناغم رائع.. ورغم انني لم احفظ اسماء فرقته المكونة من عازفين موهوبين لكن صوت البيانو والكمان والجيتار وبراعة القانون والسكسافون والطبلة والدف مازال في اذني حتي الان . لقد جذبتني موسيقي الجاز الشرقية.. واستمتعت بتجاوب وانسجام الجمهور - سواء المصريين من مختلف الاعمار اوالاجانب - مع المقطوعات.. واتمني ان يكون لدينا في كل حي "ساقية"ثقافية وفنية .. وان يعود الفن الجميل وفنانو وفرق الاوبرا لجولاتهم في كل ربوع ومحافظات مصر.