»خاطبوا الناس علي قدر عقولهم« توجيه ديني غائب تماما في بعض البرامج التليفزيونية الباحثة عن الجدل، فيظهر علينا من لا نعرفه برأي شاذ يخالف ما عليه اجماع الجمهور من فقهاء الأمة، رأي شاذ ينكر الشفاعة للنبي »صلي الله عليه وسلم« ولقد ثارت هذه القضية من قبل وتصدي لهذا الرأي الشاذ علماء الأمة، وكذلك الناسخ والمنسوخ الذي ثبت بأحاديث النبي »صلي الله عليه وسلم«، ولا أدري لمصلحة من اثارة قضايا من ثوابت الدين التي اجمعت عليها الأمة، هل وصلنا إلي نهضة حضارية شملت جوانب حياتنا كلها وأصبح لدينا فراغ لإثارة قضايا حسمت من قبل، ام ان إلهاء الأمة في جدل لا يسمن ولا يغني من جوع هو المقصود؟ من يبحث عن الإثارة فله ما يشاء في أمور دنياه أما الدين فنحن في أمس الحاجة لتذكير الناس بثوابت الدين لا زعزعته، تذكيرنا بمكارم الأخلاق التي ضاعت من حياتنا وأصبحنا أمة لا تنتسب لدينها إلا بالاسم إلا من رحم الله. نحن في عصور انحطاط نريد رفع همة الأمة بتذكيرهم بجمال الإحسان والمودة واتقان العمل والوفاء بالعهد والمحافظة علي الصلات وحب الخير للآخرين وننير الطريق ليعرف الناس سوء المنقلب لمن يأكل حراما ولا يتقي الله، وما نراه من أكل أموال الناس بالباطل من رشوة وفساد، هذا ما نريده ممن يطلقون علي أنفسهم علماء إسلاميين، أما ما يحدث من تشكيك في الأحاديث النبوية فكما هو معلوم ان الله تكفل بحفظ القرآن والسٌنة النبوية الشريفة، وقيض لها علماء ربانيين تقصوا وبحثوا وتركوا لنا ما هو صحيح وثابت وكذلك كشفوا عن الموضوع والضعيف والإسرائيليات، وكل هذا شرحوه لطلاب العلم أما الناس العادية فهي تأخذ من العلماء وليس مطلوبا منها ان تترك أعمالها لتبحث في صحيح الأحاديث، هذه مهمة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، أما إطلاق الشبهات واثارة الجدل فلن نحصد منه إلا مزيدا من البعد عن الدين، حالنا لا يخفي علي أحد، ما نريده هو احياء جوهر الدين في القلوب الميتة حتي نمر بسلام حتي يحين اللقاء، فلينظر أحدنا بمن يأخذ دينه فالأمر جد خطير ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثناء أبوالحمد