قبل عامين، سألتني باحثة أمريكية بجامعة - University-of-Connecticut - الأمريكية قامت بجولة في عدد من الدول العربية والاسلامية لاستطلاع رأي النخبة من المفكرين والكتاب والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب السياسية واساتذة الجامعات، حول الصورة الذهنية لديهم قبل الولاياتالمتحدةالامريكية، حينها قلت لها ضمن اسئلة الاستبيان، أننا نكن كل التقدير والاحترام للتقدم التكنولوجي، واحترام وسيادة القانون، وتقدم التعليم، وأمور أخري كثيرة، لكن المواقف الامريكية المتعاقبة من قضيتنا المحورية وهي قضية فلسطين، هي أبرز ما يقلقنا. وعندما جاء اوباما الي البيت الابيض، وزار القاهرة وألقي خطابه الشهير في جامعة القاهرة استبشرنا بقرب تفهم الادارة الامريكية للقضية الفلسطينية، وحاول الرجل قدر استطاعته، لكن الغطرسة الاسرائيلية ونفوذها لدي صناع القرار وأعضاء الكونجرس وقفت حجر عثرة امام طموحاته في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، واقامة الدولة الفلسطينية جنبا الي اسرائيل. ولما وصلت المباحثات بينهما الي طريق مسدود، وأعلنت الادارة الامريكية انها لا تستطيع اجبار اسرائيل علي تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، لم يبق أمام العرب سوي العودة الي الاممالمتحدة، وهنا سارع مجلس النواب الامريكي بالتهديد والوعيد باستصدار قرار يدين قيام الدولة الفلسطينية، وبالتالي استخدام الفيتو الامريكي في مجلس الامن الدولي ضد أي قرار يتخذ في هذا الشأن. وهنا انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية قيام مجلس النواب الأمريكي تبني القرار، وقال من الأجدر أن يتدخل الكونجرس الأمريكي لوقف عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي تلحق أشد الضرر بجهود الرئيس أوباما والمجتمع الدولي لإقرار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لان هذا القرار من شأنه أن يوفر الغطاء للانتهاكات الإسرائيلية المتمادية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما أنه يدعم التوجهات الإسرائيلية المتطرفة والمدمرة لكل الجهود المبذولة لإحياء العملية التفاوضية.