د. أحمد نوار افتتح منذ أيام قليلة معرض الفنانة مرفت حسن السويفي "بقاعة الباب" بالمتحف المصري للفن الحديث.. بجوار دار الأوبرا المصرية، وتفاجئنا الفنانة بأعمال فنية خزفية جديدة، كما عودتنا بأن تقدم إبداعها الجديد في كل معرض، والفنانة مرفت من الفنانات التشكيليات المتميزات، وهي من مواليد 1951، حصلت علي بكالوريوس التربية الفنية عام 1973 ودبلوم التربية الفنية 1989، كما حصلت علي منحة دراسية بيوغوسلافيا لمدة عام 1991، كما حصلت درجة الماجستير في التربية الفنية عام 1993.. ودرجة الدكتوراه في فلسفة التربية الفنية 1996، تخصص خزف، تدرجت الفنانة في وظائفها الاكاديمية منذ ان عملت معيدة وصولا الي استاذ الخزف بكلية التربية الفنية منذ عام 2007 وحتي الآن، الفنانة لها مشاركات محلية ودولية عديدة نذكر منها المعرض القومي العام الاولي لفن الخزف عام 1988، بينالي زغرب الدولي بيوغوسلافيا عام 1987، معرض كون فيجورا بالمانيا عام 1994، بنيالي الاعمال الفنية الصغيرة بميلانوفيتش بيوغوسلافيا 1992، بنيالي القاهرة الدولي للخزف عام 1992، 1994، 1996، 1998، 2000، (للأسف الشديد توقف هذا النشاط الدولي الجذاب منذ سنوات وحتي الآن؟!) أقامت الفنانة مرفت السويفي ستة عشر معرضا خاصا، وحصلت الفنانة علي عدة جوائز أهمها "جائزة الطلائع 1972" جائزة معرض الفن والثورة 73، 1974، جائزة لجنة التحكيم في ترينالي القاهرة الدولي الاول عام 1992 للخزف، جائزة الدولة التشجيعية في فن الخزف عام 1994، جائزة بينالي القاهرة الدولي في فن الخزف عام 1994، "الجائزة الكبري" لبينالي القاهرة الدولي لفن الخزف لعام 1996، والفنانة لها مقتنيات بمتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، وقاعة المؤتمرات الكبري بالقاهرة ومتحف الخزف المصري ومتحف تيتوجراد بيوغسلافيا، والفنانة لها مؤلفات في مجال فن الخزف منها كتاب "اتجاهات الخزف المصري المعاصر" تحظي مسيرة الفنانة علي مراحل فنية متنوعة وثرية الرؤية ومتعددة التقنيات التي تعتمد علي حزمة من علم الكيميا وتكنولوجيا خاصة، وتنامت هذه المراحل من بداية الاعمال الفنية الصغيرة وصولا الي أعمال كبيرة تفوق المترين ارتفاعا، وفن الخزف يعتمد علي سحر الملامس والتقنيات الجاذبة والمثيرة بصريا وهذا ناتج علي فهم وإدراك الفنانة لأسرار هذه التقنيات.. التي استطاعت تطويعها وتوظيفها بذكاء وعناية وابهار بصري حسي، ومنذ اكثر من عقدين وأعمال الفنانة جنحت الي كتلة النحت ذات الثلاثة أبعاد وهذا ما يميز أعمالها الفنية التي تبادلت فيها القيمة الجمالية لفن الخزف كتقنية والكتلة القائمة بذاتها كبناء صرحي، وتقول الفن تحت عنوان "عودة الروح".. وفي هذا المعرض احاول ان أعبر عن ما مررنا به في هذه الفترة من خلال الميديا التي اتخصص بها وهي الخزف، ولقد اشتهرت بالتعبير من خلال الخزف النحتي الحديث الذي أعطاني امكانات بنائية متنوعة، وبالتالي طلاقة تعبيرية وذلك لما يتجه من حرية التجريب، التي تأتي بالتأثيرات المختلفة للتعبير ورؤي وجماليات جديدة وايضا جرأة في تناول الخامات والادوات التي يمتلكها الخزاف.. وجدير بالاشارة الي أهمية المرجعيات الفنية التي كونت ثقافتها ورؤيتها، فنجد الخزف الاسلامي بروعته والبريق السحري الكامن في السطح اللامع، وايضا فن الخزف الشعبي التلقائي له مكانة كبيرة في المخزون البصري للفنانة والذي نتلمس أثره في بناء الاعمال الفنية، ويقول عنها الناقد الفني الدكتور محمد الناصر: بدأت الفنانة مسيرتها بفكرة الطفولة والبراءة واللعب ثم استحوذت المرأة علي إبداعها فقدمت المرأة كوجه وجسد بتشكيل الحديد والخزف عام 1989 في معرض خاص بقاعة الأوبرا تناولت الوجه من فكر الي فكر إنساني بتلقائية وعفوية غير موجهة لتأتي أعمالها متضافرا فيها ذلك الفكر مع التعبير لتحمل أعمالها البساطة التي تحياها وتعيشها وتعبر عنها، استخدمت الفنانة مرفت السويفي الحديد في البداية بحذر وخوف الي أن اختبرته واستطاعت بوعيها بمعطيات التعبير ان تطمئن اليه ويقتحم عالم الابداع الخزفي لها بشكل أقوي وأوسع وقدمت الفنانة عملا مركبا من مجموعة أشكال خزفية نحتية صرحية داخل القاعة الصغيرة بالمجتمع تحت عنوان "الشطرنج" يحيط القطع الجدران المغطي بالمرايا والتي تعطي امتدادا للتشكيل يكون المتلقي فيه جزءا من العمل في رؤية تعبيرية وتشكيل حر ذي خصوصية وتفرد فيه وعي واختزال بنسب مختلفة..