كان من اشهر الامثال الشعبية القديمة التي كنا نرددها حين كان يطلب منا ان نعد اونحصي شيئا كنا نقول العدد في الليمون اما لكثرة المطلوب منا عدة أو لقلة صبرنا علي مواصلة العد او لعدم معرفتنا بعلم الحساب والارقام. ولكن الآن وقد تغير كل شئ في حياتنا اليومية أصبح العدد ليس في الليمون ولكن العدد في الاحزاب وذلك لكثرة اعدادها والتي يصعب علي الواحد منا ان يعرف عددها او حتي ذكر أسمائها والمتابع للحياة السياسية في مصر وكيفية ظهور الاحزاب بها بعد قيام ثورة 23 يوليو1952 م والتي ألغت الاحزاب لمدة ثمانية عشر عاما ولم يكن موجودا علي الساحه الا الاتحاد الاشتراكي كمنصة واحدة تصدر القرارات وعلي الجميع السمع والطاعة حتي جاءت فترة حكم الرئيس الراحل انور السادات والذي قام علي استحياء بعودة الحياة الحزبية في مصر تحت مسمي منابر وكانت ثلاثة منابر فقط ثم تكونت بعد ذلك احزاب قليلة العدد لاتتعدي اصابع اليد الواحدة واهمها حزب مصر العربي الاشتراكي الذي يرأسه رئيس الجمهورية في هذا الوقت وهو الحزب الرسمي للدولة ومعه باقي الاحزاب قليلة العدد والتي ليس لها دور حقيقي في الحياة السياسية الا أنها مظهر من مظاهر وجود ديميقراطية في حياتنا وفجأة همش دور الحزب الرسمي للدولة لقيام الرئيس انور السادات بتكوين حزب جديد تحت اسم الحزب الوطني الد يمقراطي والذي هرول اليه الجميع دون معرفة اهدافه وبرنامجه سوي انه حزب يمثل الدولة ويرأسه رئيس الجمهورية واستمر الحال الي ان جاءت حقبة مبارك ونظامه والتي سيطر فيها الحزب الوطني الد يمقراطي علي الساحة السياسيه تماما نتيجة أحداث الفتن والخلافات داحل الحزب الواحد من الاحزاب الموجودة حتي دمرت تلك الاحزاب نفسها من الداخل وعلي الرغم من وجود اعداد كبيرة من هذه الاحزاب التي وصل عددها في نهاية حكم مبارك ونظامه الي أربعة وعشرين حزبا الا انها ليس لها دور حقيقي او مشاركة فعالة في حل المشاكل التي تحيط بالمجتمع المصري او حتي ابداء آرائهم ورؤاهم كحلول بديلة لما تقوم به الحكومة وبعد قيام ثورة 25 يناير 2011م ظهرت أحزاب كثيرة يصعب علينا في حقيقة الامر حصرها ومعرفة الدور الحقيقي لها اللهم الا اخذ المعونات والمساعدات من ميزانية الدولة وإثارة البلبلة وزيادة حيرة المواطن المصري وارتباكه من كثرة احاديثهم التي لاتغني ولاتسمن من جوع والآن وقد اصبح العدد يقترب من تسعين حزبا هل يستطيع أحد من القراء معرفة العدد الحقيقي لهذه الاحزاب أو حتي ذكر أسمائها ومعرفة دورها في الحياة السياسيه لأن قوة الاحزاب ليست بكثرة اعدادها انما بقوة برامجها وبحسن الافكار والمقترحات التي تساعد الحكومه في حل المشاكل وهذا مايؤدي الي التفاف الشعب حولها فتزداد قوة وحتي يعود المثل الشعبي القديم العدد في الليمون بدلا من ان نردد العدد في الاحزاب.