كنا في السابق نقول ان العالم أصبح قرية صغيرة بعد انتشار الأقمار الصناعية والآن أصبح منزل صغير بعد التقدم المذهل في الثورة التكنولوچية والمعلوماتية. ويعرف العصر الراهن بعصر الثورة العلمية والمعلوماتية والتكنولوجية، عصر المعلومات والتلاحم بين الحاسبات الالكترونية والعقل البشري. فالحاسبات غزت كل مجالات النشاط الانساني.. حتي السياسة التي تعتمد علي قواعد المعلومات وبنوكها لمساعدة السياسيين في اتخاذ القرارات السليمة. وشهد القرن العشرون ثورة هائلة في مجال المعلومات والاتصالات مازلنا نعيش في آثارها، وتضمن ذلك نموا هائلا في المعلومات لاسيما في ميدان العلم والتكنولوجيا، لدرجة تسمية هذا النمو "بالانفجار الإعلامي". وأصبحت المعلومات اليوم عصب الحياة.. ولم يعد خافيا علي أحد التطور الحضاري المعلوماتي والتغير في جميع نواحي الحياة.. فالمعلومات ارتبطت بعمليات البحث والتنمية واعتبارها عائدا ماديا وسلعة اساسية في اقتصاديات الدول المتقدمة. وقد شهدت ال20 سنة الأخيرة الاتجاه المتزايد للعمل في قطاع المعلومات وتنامي بصورة مطردة.. فهو مجال خصب ترعرعت فيه الحاسبات الالكترونية ونظم المعلومات، وقد أثرت التطورات التقنية المتلاحقة في منظومة المعلومات، وأدت إلي ظهور مهن جديدة تتماشي مع هذه المنظومة. وتسببت ثورة المعلومات في تضاعف المعرفة الانسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية، وكان من نتيجة ذلك تحول الاقتصاد العالمي إلي اقتصاد يعتمد علي المعرفة العلمية.. وأصبحت قدرة أية دولة تتمثل في رصيدها المعرفي. وأصبح مجتمع المعرفة يرتبط بمفهوم مجتمع التعليم الذي يتيح كل شيء فيه فرصا للفرد ليتعلم كي يعرف، ويتعلم كي يعمل، ويتعلم كي يعيش مع الآخرين، ويتعلم كي يحقق ذاته، وكل ذلك يتطلب ضرورة وجود شريحة عريضة من المجتمع علي مستوي تعليمي عال ومتطور وقادر علي الابداع والابتكار وهذا يمثل تحديا لنظم التعليم في العالم العربي. قبل الختام: هذه المعلومات القيمة عن الإعلام وثورة المعلومات وأثرها في تطور الأمم.. تجدها في كتاب "الاعلام الرقمي الجديد.. البيئة والوسائل" تأليف الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الاعلام بجامعة القاهرة.