كنت ومازلت من الموقنين بنظرية المؤامرة . ليس من باب تحميل الاخطاء علي شماعة جاهزة، وانما من خلال قراءة متأنية للسوابق التاريخية . فما حدث في عهدي محمد علي وجمال عبد الناصر، من تحالف شيطاني غربي ضد مصر القوية انذاك، كان سببه الرئيسي اصرار القوي الاجنبية علي ان تظل مصر دولة ضعيفة لا دور لها اقليميا او دوليا، ادراكا منهم ان مصر القوية تمثل تهديدا لاطماعهم الشيطانية في خيرات المنطقة . لقد كشفت المعلومات المتداولة بوسائل الاعلام، وتحليلات المراقبين السياسيين والصحفيين، ان ماشهدته مصر من احداث خلال السنوات الاخيرة، لم يخل من التآمر الاجنبي . ولعل حالة الجنون التي اصابت قطروتركيا ومن وراءهما امريكا بعد انفجار ثورة 30 يونيو، اقوي دليل علي حجم المؤامرة التي كانت تستهدف تفتيت مصر . لكن جيشنا القوي كان لهذه الدول الشريرة بالمرصاد، فتحرك في الوقت المناسب ونجح في اجهاض المؤامرة . ورغم ذلك لم يتوقف محور الشر عن محاولاته ومؤامراته للاضرار بمصر وشعبها. ولعل مانشر عن قيام تركياوقطر واسرائيل بالتدخل المشبوه في ازمة سد النهضة من جانب وتمويل الجماعات الارهابية في غزة وليبيا من جانب اخر، اصدق مثال علي ان التآمر ضد مصر استراتيجية متعددة الاطراف معدة سلفا، مما يستوجب اليقظة الشعبية لمواجهة مايحاك ضد ارض الكنانة. لابد من وضع هذه التحديات في الاعتبار عند اختيار الرئيس القادم . الامر جد خطير ويستلزم توفير كل الاعتمادات المالية لضمان اعلي مستوي من التجهيز للجيش المصري ثم اختيار رئيس قوي يدرك جيدا ابعاد المؤامرات الخارجية ويمتلك القدرة علي وضع الخطط والتكتيكات اللازمة لاحباطها .