أما وقد انحصرت المنافسة علي المنصب الأرفع في مصر فيما بين السيسي وحمدين واقترب موعد بدء الدعاية الانتخابية لكل منهما رسميا، فمن أولها كده عايزين احترام متبادل بين أفراد حملتيهما الدعائيتين، مش عايزين لا مؤاخذة أي تجاوزات لا فعلا ولا قولا. نريد أن نقدم للعالم كله نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه المعركة الانتخابية النزيهة.. الحقيقة أن ما دفعني لذلك هو ما رأيته وسمعته خلال الفترة الماضية من أفعال وأقوال لم تكن علي مستوي المسئولية وذلك من جانب حملة حمدين صباحي، فما من مناسبة إلاّ وخرج علينا أحد العاملين بها مولولا من تحيز الدولة للسيسي وهو تحيز غير موجود إلاّ في رأسه فقط أو شاكيا من تعنت غير حقيقي ولم يحدث إطلاقا من مكاتب الشهر العقاري أثناء عمل التوكيلات لحمدين.. أو مطلقا لشائعات من قبيل أن السيسي اشتري التوكيلات بالمال، بينما الشهادة لله لم نر في المقابل أي تجاوز من جميع أفراد حملة السيسي، ولم نسجّل علي أيّ منهم أدني خطأ في حق المنافس الآخر.. الأمر الذي جعل حملة حمدين تبدو في عيون الناس مثل الست المطلقة اللي لافحة ابنها علي كتفها وماشية تجرّس الراجل من بيت لبيت.. وبمناسبة الحديث عن الانتخابات والدعاية المقررة لكل من المرشحين فمثلما ننتظر أداء رفيع المستوي من كليهما وممن يمثلهما، ننتظر أيضا نفس الأداء من جميع وسائل الإعلام، وبالذات الفضائيات لأنها هي التي تحظي شئنا أو أبينا - بأضخم نسبة متابعة ومشاهدة علي المستوي الجماهيري، لذلك فالمطلوب من هذه الفضائيات خاصة غير الحكومية، أن تتقي الله في شعب مصر فلا تكذب ولا تحرّض ولا تشعلل نار ولا تفعل مثل عواجيز الفرح الذين لا يعجبهم العجب، بل تقدم التغطية العميقة المتوازنة والتحاليل الموضوعية، وياريت يكون ده كله من خلال وجوه جديدة يتم اختيارهم بعناية بعيدا عن الوجوه المملة التي سئمناها ولم نأخذ منها إلاّ دشا في دش، وبعيدا أيضا عن الوجوه التي تنتمي للطابور الخامس الخائن بينما يتخفّي أصحابها في رداء الثورة.. طبعا قناة الخنزيرة مالهاش مكان في القصة دي خالص لأنها زي ما قلت وقالها الملايين قبلي قناة خنازير، فلا هي صادقة ولا هي موضوعية، وإنما هدفها الوحيد هو هدم الاستقرار في مصر بأي شكل وإسقاط السيسي والجيش المصري بأي ثمن، وللأسف الشديد استطاعت قناة الخنازير أن تستقطب بعض الإعلاميين المصريين الخونة الذين ارتضوا أن يبيعوا ضمائرهم وشرفهم بالمال، فاستقبلتهم ودرّبتهم علي كيفية المغالطة وتقديم الأكاذيب، حتي اكتسبوا بالفعل قدرة متميزة علي المغالطة والكذب وقلب الحقائق، ونراهم وهم يحاولون أن يصوروا للعالم أن الشعب المصري لا يزال متمسكا بالمعزول رئيسا للبلاد ورافضا لطرده من الحكم ( أمّال مين يا ولاد الخنزيرة اللي طالب السيسي بالترشح رئيسا لمصر وأجبره علي ذلك ).. وأن مظاهرات أولاد الإرهابية في الجامعات هي مظاهرات سلمية وأن ما دون الرصاص الحي ليس بعنف.. يا سلااااام، فمع فرض أن الطلبة لا يحملون الخرطوش والمولوتوف، وأن « العفريت « هو الذي يقتل زملاءهم بالرصاص الحي من مسافات قريبة جدا ليتاجروا بدمهم، وأن القنابل التي انفجرت ولا تزال تنفجر في الشوارع والميادين والأزقة ويسقط بسببها الأبرياء هي من فعل الأرواح الشريرة، فهل معني هذا أن استخدام الشوم أو العصا أو الألعاب النارية من قبيل السلم ؟.. هل هدم أسوار الجامعات من الداخل والخارج سلم.. هل إحراق المكاتب والمعامل والمدرجات سلم.. الله يخرب بيوتكم يا بعدا ويخرب بيت الإرهابيين وأتباعهم واللي متعاطف معاهم، واللي متعاطف وعامل نفسه مش متعاطف.. إمّا أنكم في غيبوبة وتعتقدون أن مصر هي إسرائيل، وإمّا أنكم صهاينة وإحنا كنّا في غيبوبة وافتكرناكم منّا.. ومع ذلك فبكل فلوسكم وبكل اللي بتعملوه انتوا نقطة في بحر.. نقطة في إييييييييييييه؟.. حكمة اليوم: اليوم يقبل منك مثقال ذرّة، وغدا لن يقبل منك ملء الأرض ذهبا لتفتدي به، فلتنظر ماذا قدمت لغد..