عندما نشرت يوم الإثنين الماضي بعض المشاكل التي يعاني منها أهلنا في قري ونجوع قنا لم أكن أتوقع كل هذا الكم من المكالمات التي تلقيتها يريدون أن يعبروا عن شكرهم لاهتمامي بالتعبير عن معاناتهم وحرصي علي توصيل صوتهم للحكومة المتمركزة في القاهرة "الملهية" بمشاكلها، متوهمة أن حل مشاكل العاصمة هو الذي سيحل مشاكل المحروسة بطولها وعرضها، متجاهلة أن الكتلة الأكبر والغالبية من الشعب في محافظات أخري تعيش في عالم من النسيان لاتجد من يحنو عليها. فهمت من مكالمات أهالي قنا الطيبين أنهم بمجرد أن علموا من أقاربهم بالقاهرة أنهم قرأوا مقالا في «الأخبار» عن مشاكل مدينتهم إلا وسارع كثير منهم إلي محطة القطار في انتظار وصول نسخ الجريدة التي تصل للأسف متأخرة بسبب الشحن في السكة «الحضيض» حتي يقرأوا ما كتبته عنهم..أخبرني أحدهم أن البعض اشتري عشر نسخ والبعض الآخر اشتري خمسة حتي أن «الأخبار» نفدت بمجرد أن ألقيت النسخ علي رصيف المحطة وحتي قبل أن تعرض علي «فرشة» البائع. الناس الطيبة تصوروا أنه بمجرد نشر المقال سوف يهتز الكرسي من تحت السيد المحافظ، فيتحرك بنفسه ليبحث علي أرض الواقع مشاكل الكهرباء والمياه والأسمدة ومشاكل مصنع قصب السكر ومشاكل الناس مع بنك التنمية والجمعية الزراعية، فضلا عن التعديات علي أراضي الدولة المخصصة لإنشاء مرافق خدمية للناس الغلابة ولكنهم صدموا كما تعودنا أن نصدم نحن بأن الصحافة تؤذن في مالطة وأن الناس في واد والسادة المسئولين في واد آخر، في انتظار قيام ثورة جديدة علينا وعليكم بالخير! السيد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المحترم..صدقني حضرتك أنه لن ينصلح الحال إذا تصورت أن زياراتك المفاجئة للمواقع من فترة إلي أخري هي التي ستحرك المسئولين وتحل المشاكل، وإلا لكانت زيارتك لأحد المستشفيات - علي سبيل المثال - قد رفعت من مستوي الرعاية الصحية.. جرب سيادتك أن تعاود زيارة المستشفي نفسها فستجد المرضي مازالوا ملقين علي الأرض لايجدون لا أقول الدواء ولكن حتي الشاش والميكروكروم يشتريها أهالي المرضي من الصيدليات علي حسابهم الخاص.. وعلي فكرة أنا لم أصدق أذني عندما علمت أنك قمت بزيارة مستشفي لأن الحالة المتردية للمستشفيات والمنظومة العلاجية لاتخفي حتي علي الطفل الصغير، وأن المطلوب من حضرتك ليس الزيارة ولكن توفير الاعتمادات والبرامج اللازمة للارتقاء بالعملية الصحية برمتها. أعيد وأكرر أنه مالم ينجح المسئول الأول بالدولة في توصيل فكره إلي القيادات المعاونة التي يختارها في كل المواقع، ثم يعطيهم الإمكانات والصلاحيات للعمل دون الرجوع للحكومة المتمركزة في العاصمة فلن تتحرك مصر قيد أنملة للأمام وسنظل ندور في حلقة مفرغة يعلم الله وحده متي المخرج منها.. هل تصدق سيادتك علي سبيل المثال أن أهالينا في قنا عندما طلبوا حصتهم من الأسمدة رد عليهم حضرته وقال:" ماعندناش طلبك ياسيد..ابعت حضرتك فاكس للحكومة في القاهرة واطلب منها كل اللي انت محتاجه..وإن شاء الله..إن شاء الله.. لما ترد علينا الحكومة وتوفر طلباتك واحتياجاتك ها نبعتلك علي طول ياسيد" ! مثل هذه النماذج المعرقلة في حاجة حضرتك لقطع رقبتها أولا بأول..مش كده ولا إيه ؟! حي المعادي.. رد يهلك من الضحك! حول ما نشرته بعنوان «صح النوم يا حي المعادي» حول الحالة المتردية للشوارع في عمارات نيركو بالشطر الثالث قال رئيس الحي إبراهيم صابر في توضيحه المرسل بالبريد: «نحيط سيادتكم علما أن المنطقة المذكورة تتبع شركة نيركو وإلي الآن لم يتم تسليمها للحي«. طبعا الرد يهلك من الضحك، فقد كان من الطبيعي عندما يعلم السيد صابر بأن هناك شوارع في الحي الذي يرأسه يتأذي فيها كبار وصغار السن والنساء ويسقطون في حفرها - بغض النظر عن موضوع الاستلام من عدمه - أن يسارع بإرسال ولوعربة أسفلت لمعالجة الحفر، ثم يحرك معاونيه في اتجاه اتخاذ الإجراءات المطلوبة لاستلام المنطقة بدلا من التهرب من المسئولية وإلقاء الكرة في ملعب شركة "نيركو" التي قال أحد مسئوليها أنهم يحاولون منذ ما يقرب من 15 عاما تسليم المشروع للحي دون أن يهتم أحد! مرة ثانية أقول: «صح النوم يا حي المعادي».. إذا كانت «نيركو» لم تسلمكم المنطقة فلماذا ترك الحي الأمور لأكثر من 15 سنة «سايبة» ولم يتحرك أحد لاستلامها..وإذا كنتم فعلا غير مسئولين عن المنطقة فبماذا تفسرون قيام الحي بسفلتة المنطقة المحيطة بمسجد «الرحمن» في شارعي الحضارة ونجيب محفوظ وتبليط الأرصفة في عهد المحافظ قدري أبو حسين ؟!.. وإذا كانت غير تابعة لكم فعلا فلم تكلفون أنفسكم وتقومون بإنارة أعمدة الشوارع، بل كيف كنتم تحصلون العوايد من السكان في الوقت الذي تتبرأون منهم؟!.. وعلي فكرة يا صابر باشا فإن أي رئيس حي في مصريتمني لو أسعده حظه فتكون منطقة مثل "نيركو" تحت إدارته وذلك لما تتمتع به من حدائق لا يوجد لكثافتها مثيل في مصر. بالمناسبة.. ما رأي المهندس محلب في مثل هذا النموذج من رؤساء الأحياء الذي من المفترض أنه يمثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في إدارة شئون العباد في حي مثل حي المعادي يقع في وسط العاصمة؟!.. لكم الله يا أهلنا في أحياء وكفور ونجوع الصعيد!