من وقت لآخر، وبين الحين والحين، يخرج علينا السيد فلاديمير بوتين الرئيس الروسي السابق، ورئيس الوزراء الحالي.. من وقت لآخر يخرج علينا بوتين بتصريح قاطع، ولكنه لاذع في نفس الوقت، وغالبا ما يخفي انتقادا ممتزجا بالسخرية للعالم الغربي بكل معتقداته ومؤسساته! وبالأمس الأول خرج علينا بوتين ليقول ان قيام السلطات الغربية بإلقاء القبض علي جوليان أسانج صاحب ومؤسس موقع »ويكيليكس« الشهير، والزج به في السجن، إنما هو عمل مخالف للديمقراطية. في ذلك لا أتصور أبدا ان السيد بوتين يهتم إلي هذا الحد بأسانج أو حتي بالديمقراطية التي خرج فجأة ليدافع عنها، ولكن، حسب تصوري الشخصي، فإنني أشعر بأن بوتين يهزأ ويسخر من العالم الغربي بأكمله، ومن تلك الشعارات التي يزايدون بها علي باقي أجزاء العالم.. بما في ذلك روسيا ذاتها والتي اتهموها مؤخرا بأنها معقل للمافيا! وهنا فإنني لا انتقد رئيس الوزراء بوتين بل أبدي إعجابي وتأييدي لآرائه فيما يتعلق بهذا النفاق العالمي، وتلك الشعارات الزائفة التي يرفعها العالم الغربي! ويحضرني هنا وهو ما يزيد عن تصريح بوتين ان سدنة هذا العالم الغربي، ومؤسساته التي لا تعد ولا تحصي، تخرج علينا بانتظام رتيب وممل كلما ألقت السلطات عندنا القبض علي أحد المخالفين للقواعد والقوانين وبالذات في المجال السياسي ويلهبون ظهورنا بالنقد والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة أو المنطق، ويتمادون في هجومهم إلي حد التهديد السافر والمباشر.. ثم بعد ذلك، وكما رأينا أخيرا، يخرجون هم فيما هو أشبه »بالأوركسترا« ليعزفون لحنا يقول ان »اسانج« يهدد الأمن العالمي، وأنه ارتكب منذ سنوات جريمة جنسية يحق معها القبض عليه وإلقاؤه في السجون.. ولتحيا الديمقراطية!