أحمد مجدى ارفض الارتباط الشرطي لدي الغالبية بين الدبلوماسية والخنوع، والخلط المخجل بين التوازن والتهاون، سواء علي المستوي السياسي او حتي في العلاقات الشخصية والمقارنة ليست بعيدة في كثير من الحالات، ولذلك كنت ومازالت اري دائماً في مدرسة عمرو موسي بالخارجية نموذجا لدبلوماسية الأنياب.. التي تعرف جيدا متي تشهر سيف المعز ومتي تمنح ذهبه - ولذلك لم اندهش يوما عندما كنت اسمع عبارة »اصله اشتغل مع عمرو بيه« تأكيدا لكفاءته وقدراته المهنية.. شهادة في السي في تمنح لحاملها نوط الامتياز- ولهذا كان لخبر استدعاء وزارة الخارجية سفراء الاتحاد الأوربي - احتجاجا علي موقف بلادهم خلال مناقشة البيان الذي تم إلقاؤه بشأن أوضاع حقوق الانسان في مصر خلال الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف - وقع مبهج دعمه بيان اجتماع وزراء خارجية تجمع الساحل والصحراء الذي أعلنت خلاله 27 دولة أفريقية تأييدها لخارطة المستقبل وعودة مصر العاجلة لاجتماعات الاتحاد الافريقي.. مواقف رأيت فيها أشعة امل في نفق كدت ان أحسبه مظلما عقب الإحباط الذي أصابني عقب قرار السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة وتأخر مصر في القرار ضد عاصمة الفتن والكراهية بالمنطقة.. رغم ما كشف لي عنه مسئول رفيع المستوي بالخارجية عن السبب الحقيقي وهو طلب دولة خليجية كبري من مصر التأجيل في محاولة للوساطة ورأب الصدع العربي..تحية واجبة لمقاتلي منظومة 30 يونيو الدبلوماسية بقيادة المخضرم نبيل فهمي علي كل خطوة تنفض عن مصر غبار التبعية والانكسار.. وشهادة حق للصديق السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية علي سعة صدره في تقبل تحفظات وانتقادات مني ومن زملائي بوسائل الاعلام المختلفة.. وقدرته علي مواجهة الهجمات اليومية الشرسة ضد مؤسسته. منطق «الوطن» عادة لا افضل الكتابة عن الإيجابيات لقناعتي بانها الأصل في الأشياء، وانه من العبث ان يستهلك الاعلام وقت قارئه او مشاهده او مستمعه في الثناء علي ماهو واجب وحق أصيل علي كل من يتعامل مع هذا الوطن بمنطق « الوطن» وليس منطق « الإعارة »التي يتجرد خلالها الكثيرون، من معظم المشاعر الإنسانية ويتنازل طواعية عن اغلب الاحتياجات الطبيعية، سعيا وراء هدف واحد هو المكاسب بصورها المختلفة وان كانت الأولوية بالطبع للمادية منها، علي اعتبار ان هذا هو الثمن العادل للغربة في بلاد الغرباء .. فلا هو وطنه ولاهم مواطنوه.. بالطبع قد أتفهم منطق الإعارة في بلاد الإعارة ولكن مالا يقبله اي عقل سوي، هو استدعاء هذا المنطق المشوه في بلاد السكن ،الأهل، الأصدقاء، الذكريات، الأحلام. بئر التجربة رغم ان 25 يناير و30 يونيو ثورتان لم يجن منهما المصريون حتي الآن الا الأشواك.. فلا عيش توفر.. ولا حرية اكتملت.. ولا عدالة تحققت .. الا انني مقتنع تماماً انه يكفينا سقوط الأقنعة فلم يعد احد من الممكن ان يدعي احتكار الدين او الوطنية اوالشرف اوالنزاهة اوالإخلاص.. السواد الأعظم سقط في بئر التجربة.. فطالما عبدنا أصناما سياسية وإعلامية ودينية.. وسبحنا بمواقفها.. وصلينا في محرابها.. وعندما أزفت الآزفة سقطت العباءة وتكشفت العورات.