قد يسأل البعض لماذا لا يتقدم العلم والبحث العلمي في مصر؟ ولماذا يموت الحماس للابتكار الذي يخدم الحياة العلمية ويثريها بما يساهم في النظرة المستقبلية للتنمية التي نحن في أشد الحاجة إليها؟ والرد علي هذه التساؤلات تجسد في هذه الاضرابات والاعتصامات التي يلجأ إليها أساتذة الجامعات الذين يمثلون الطليعة في تحقيق هذا الهدف والذين تتركز مطالبهم في الحصول علي دخل يوفر لهم ولأسرهم احتياجاتهم المعيشية. لقد تبين لي انه من الصعب إن لم يكن من المستحيل علي اعضاء هذه الكتيبة ان يفرغوا عقولهم وفكرهم لاثراء المسيرة العلمية. ليس مقبولا بأي حال من الأحوال أن تواجه هذه الصفوة من العلماء والباحثين هذه الظروف الصعبة ثم نطالبهم بالبذل والعطاء وتحقيق الانجازات في مجال البحث العلمي أو نقل علمهم وخبرتهم الي الأجيال الجديدة التي يقومون بالتدريس لها في الجامعات. من الطبيعي ان الاحباط الذي تشعر به هذه الفئة لا يمكن ان يساعدها علي الخلق والابتكار والحرص علي متابعة الجديد في كل مجالات العلم. استسلاما لكل هذه السلبيات التي تواجه الدور الذي يمكن ان يقوموا به باعتبارهم محورا للتقدم المنشود فإنه لم يكن غريبا ان يجري البازغون منهم وراء أي فرصة تتاح لهم في الدول المتقدمة التي تعودت علي سرقة العقول وفتح الأبواب أمامهم. تعليقاً علي المقال الذي كتبته منذ عدة أسابيع تحت عنوان: »واقعة خطيرة«. وتحدثت فيه عما أثير في استجواب قدم الي مجلس الشعب حول مكافآت بأرقام باهظة يتقاضاها أعضاء مجلس ادارة الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما التابعة لوزارة الاستثمار. إن الرسالة التالية التي بعث بها أحد القراء وهو أستاذ في جامعة حلوان تعكس ما وصل اليه حال اساتذة الجامعات: ... جلال دويدار قرأت مقالكم بعنوان »واقعة خطيرة« الخاص بالمبالغ الطائلة التي يتقاضاها أعضاء هذه الشركة »القابضة« وعجبت من رد الشركة الذي يؤكد صحة الواقعة حيث ذكر أن العضو يحصل علي ألف جنيه في الجلسة بعد رفعها من 951جم. ثم يضيف ان العضو يحصل علي ستين ألفا مكافأة.. أي خمسة آلاف في الشهر ..إذن فالواقعة صحيحة في حصوله علي ستة آلاف شهريا.. وبالمناسبة يا عزيزي وهذا ليس تشفيا بل هو توصيف لواقعة حقيقية عبر عنه عمودكم الجماهيري النبض.. وللعلم أقول لكم ان مكافأة الاستاذ عن حضور مجلس القسم العلمي لا تتجاوز شهريا عشرون جنيها ومائتان وخمسون مليما زيدت هذا العام الي أربعين جنيها بالاضافة الي مكافأة سنوية تقدر بنصف شهر من المرتب الاساسي أي 651 جم نعم نصف شهر مكافأة وطبعا هذا الفارق المادي الشاسع بين القابضة وغير القابضة اننا ندخل تحت بند الفئة التي أسند اليها البحث والمناقشة ولايجاد الحلول لقضايا التعليم العالي لشباب مصر.. ودمتم. د. مصطفي أحمد أستاذ بجامعة حلوان وعضو اللجنة العلمية لترقية الأساتذة تعقيب: لا أجد ما أقوله علي ما جاء في هذه الرسالة سوي لا تعليق!! جلال دويدار [email protected]