عمرو جلال لم اكن اتصور ان اسمع اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتردد علي السنة الكثيرين من الكوريين الجنوبين.. خلال رحلتي الي هناك عرفت ان مؤلفات عديدة صدرت عن عبدالناصر باللغة الكورية.. فاجأني احد الصحفيين الكوريين واخبرني ان الرئيس الكوري الاسبق الجنرال بارك سونج لي "1971-1979" كان معجبا بعبد الناصر لدرجة انه لم يكن ينام الا بعد ان يقرا عن خطبه الشعبيه وصراعه مع قوي العالم الغربي.. هذا الجنرال الكوري هو صانع نهضة كوريا الحديثة في الستينيات رغم اتهامه بالديكتاتوريه.... مصر في ذلك الوقت كان دخلها القومي عشر اضعاف كوريا !..المهندسون الكوريون كان يتم ايفادهم الي مصر للتدريب بمصانع الغزل والنسيج والحديد والصلب للتعلم من الخبرات المصرية!.. قابلت كوريا مسنا مصادفة كان قد زار مصر في الستينيات ثم كرر الزيارة في عام 2010.. سالني باستنكار ماذا حدث لكم؟.. كنا نتعلم منكم في الماضي.. اليوم لم اجد في مصر سوي ثلاث كلمات حفظتهم عن ظهر قلب.. "مفيش.. بقشيش.. حشيش"..الشحاذون في كل مكان وفوضي مرور عارمة.. واضاف ضاحكا كنا مثلكم في الماضي لكن الرئيس الراحل بارك وضع في الشوارع الرئيسية وبجوار اشارات المرور اقفاصا حديدية.. من يخالف قواعد المرور والعبور والاداب العامة كان يسجن بها لساعات كعقوبة فوريه.. اصبح الجميع بعدها ملتزما ولم نعد بحاجه اليها.. سيدة اخري هي مذيعة كورية معروفة.. جاءت لتلقي علينا محاضرة.. ومعي صحفيين من اندونيسيا والهند وكمبوديا وفيتنام.. قبل ان تبدأ قالت جئت اليوم لاقف لبلادكم تحية علي ماقدمته لنا من مساعدات في الماضي بعد الحرب الكورية.. كنا افقر دولة في العالم خلال الخمسينيات !!..ولولا ما ارسلته بلادكم ومنها مصر من طعام وملابس وادوية لم اكن اليوم لاقف بين يديكم كان من المحتمل ان تموت والدتي قبل ان تلدني او حتي لم استطع ان اتعلم وارتدي هذه الملابس الفاخرة او تصبح بلادي في المركز ال 11 كاقوي اقتصاد في العالم.. واليوم جاء دورنا لنرد اليكم الجميل.. ثم انحنت لنا للتحية وكادت تبكي.... وبكيت انا علي زعيمنا جمال عبد الناصر الذي كان مثالا في الوطنية والاخلاص وبعد النظر ولم يقل لماذا ارسل المساعدات الي دوله فقيرة تقع في اقصي الشرق ؟..تحيه لهذا الزعيم المخلص.. وادعو كل من رماه بالافتراءات ان يعود الي سجلات مصر الاقتصاديه خلال فترة حكمه ويشاهد حجم النمو الذي حققه ذلك الزعيم... ضحكة تبكي في مصنع هيونداي للسيارات بمدينة اولسان الكورية سالت مرافقنا عن حجم انتاج المصنع العملاق فاجاب 80 سياره في الدقيقه!.. ثم باغتني بسؤال انا اسمع كثيرا عن حجم الاثار في مصر وجمالها لكن هل تخبرني عن اهم انتاج للمصريين في الصناعة ؟..عقد السؤال لساني ثم وجدت نفسي اقول له نحن نتفوق عليكم !.. ننتج 27 طفلا كل ثانية اي 1620 كائن حي في الدقيقة الواحدة.. ضحك مرافقي ظننا منه انني امازحه ..وقال هذا يعني ان لديكم حب كبير في بلادكم. من مدونتي كثير منا يفسد حياته وحياة الاخرين لمرضه بوفوبيا المؤامرات.. ويحفظ عن ظهر كلمات ريتشارد قلب الأسد بعد ان باعه الخونة.. ولايدرك ان " الحوسة " اللي وقع فيها جنتها يداه.