قال تعالي في كتابه العزيز: »ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَي القُلُوبِ« صدق الله العظيم »الحج 32« تتجسد معاني الآية الكريمة في كل وجدانك وانت تؤدي مناسك الحج تلبية لنداء سيدنا إبراهيم الذي أمره سبحانه ان يؤذن في الناس بالحج ليأتوا من كل فج عميق. تتراءي امام عينيك بعض المنغصات التي قد تعسر عليك انسلاخك من العالم المادي إلي عالم الروحانيات حيث تحاول علي قدر المستطاع ألا تشغل بالك بمن يدفعك دون قصد أو أن يتعمد إزاحتك عن طريقه دون اعتبار لعجزك أو سنوات عمرك التي يغلفها المشيب. لا تملك إلا ان تحوقل وتستعيذ قبلها بالله من الشيطان الرجيم وتدعوه سبحانه ان يثبتك علي طاعته والا يدع فرصة للرجيم لينال منك ويفقدك ما تسعي الي كسبه من الطاعات. ترصد تجمعات اخواننا واخواتنا حجاج شرق آسيا واصرارهم علي الطواف متشابكين طوليا او عرضيا ويا ويلك اذا جاء طوافك بينهم وايضا عند دخول المزدلفة في موجات من البشر لا حل لها سوي الاستمرار في السير أما ان يتوقف صاحب الراية الخاصة بهم ليجمعهم تحتها، فعندها لا تملك الا الدعاء بأن تنجو بروحك التي توشك ان تزهق من تصرف بسيط لا يعي اصحابه تبعاته. تحاول أن تلتزم بتعظيم شعائر الله وان تتخذ من مقام إبراهيم مصلي بعد انتهاء الطواف وهيهات هيهات فتأخذ بالفتوي وتصعد إلي طابق اعلي حيث الزحام أقل نوعا ما لتصلي.. ولا تدري ماذا تفعل امام فتوي اخري تجعل من الصلاة وراء السيدات او الطواف خلفهن مكروهة وربما محرمة ولكن ما باليد حيلة وبالمناسبة لماذا لا يدرس فقهاؤنا تخصيص ساعات محددة لطواف المرأة مثل ما يخصص لهن من اوقات معينة للزيارة والصلاة في الروضة الشريفة.. مجرد اقتراح ولأهل الفقه الكلمة الاولي والاخيرة. يدهشك كلام امام المسجد الصغير المجاور لمسكنك في مكةالمكرمة عندما يشير الي عدم الفصال في الشراء باعتباره ضربا من الجدال المنهي عنه في الحج رغم اعترافه بمغالاة البعض في اسعار السلع والخدمات طوال موسم الحج ومواسم العمرة الاكثر اقبالا. تحاول وتجتهد في تعظيم شعائر الله التي اوصانا بها والتغاضي عن كل ما يخرجك عنها داعيا الله ان يتقبل حجتك انت والملايين الذين سعوا اليها وترصد اخطاءك وتستغفر وتعود الي بلدك وكلك امل في ان يكتب لك حج جديد لعلك تتدارك فيه ما فاتك من وجوب التعظيم والتبجيل لشعائر الله.