هل نستطيع ان نبدأ يومنا في الخامسة صباحا عملا بقوله تعالي: »وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا«. حقيقة نحن شعب نستطيع ان نفعل ما نريد وان نكون من أهل البكور وليس من أهل الكسل فنعيش معظم ساعات النهار نوما والليل سهرا فنحصد نتائج كل ما نفعله علي غير ما نتوقع ومعاكس لطبيعة الحياة. وهذا ما تساءل به المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع عن استطاعتنا ونحن في مرحلة إعادة بناء أنفسنا ووطننا عن إمكانية ان نستيقظ صباحا من الخامسة لنبدأ عملنا؟ وشعر من سمعه اننا وجدنا من يأخذ بأيدينا لنصعد أولي درجات تغيير أنفسنا إلي الأفضل ويضع لنا خطة طريق تراها عيون مصرية جادة راغبة في التغيير وصابرة علي تحقيقه وصامدة أمام صعوباته بسواعد واعدة وضمير حي يمهد للوصول إلي ما نتمناه جميعا.. وإذا ما تذكرنا بعض ما ليس هو بجديد من بركة البكور ليكون حافزا لضعاف الهمة لينضموا إلي أهل البكور سنكون جميعا من الفائزين وخاصة بعد شكوانا الدائمة ان ساعات اليوم غير كافية لتأدية كل المهام المكلفين بها ونتعجب أين بركة الوقت!!. فالساعات الأولي من الصباح والتي تبدأ عادة من الفجر يكون فيها الإنسان أكثر نشاطا وتركيزا بفعل ازدياد افراز هرمون الكورتيزون في الجسم المسئول عن النشاط، وأيضا هبوط غاز الأوزون إلي الطبقات الملامسة للأرض وقد أثبتت الأبحاث انه يفيد الجهاز العصبي وينشط العمل الفكري والعضلي فيميل الإنسان إلي الاسراع بانهاء الأعمال المهمة أولا قبل ان يلتفت إلي الانشغالات الاجتماعية والممارسات الروتينية اليومية وهو يتمتع بقوة جسمانية لم تصب بعد بالإرهاق من الاستخدام المفرط لها علي مدار اليوم ويفعل ذلك وهو يتنفس نسيم الفجر المسمي ب»ريح الصبا« الذي لا شبيه له في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل، كما ان الهدوء الصباحي أفضل وقت للتخطيط الناجح فيشعر الإنسان بسعادة أكبر عندما يحقق ما يخطط له مما يعطيه دفعة ايجابية لاستكمال باقي اليوم وهو أكثر انتاجية.. كما تزيد عند الشروق الأشعة فوق البنفسجية المحرضة للجلد علي صنع فيتامين »د« اللازم لنمو الجسم، كما اثبت العلماء ان قطع النوم الطويل بالاستيقاظ المبكر يمنع الاصابة بأمراض القلب ليس هذا فحسب بل ان من بركة البكور أيضا انه هبة لتحصل علي أجر فريضة الحج والعمرة قال الرسول »صلي الله عليه وسلم«: »من صلي الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة«. وفي ادراك هذه الصلاة تحصين لأنفسنا من مخاطر كثيرة كما في الحديث: »من صلي الصبح في جماعة فهو في ذمة الله« أي أمان من الله تعالي، ومن صلي الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله. والفجر سبب أساسي للبركة.