المعزول يهذى فى القفص أثناء محاكمته في جلسة محاكمته أمس الأول بدا الرئيس المخلوع مضطرباً وأثارت تحركاته دهشة الكثيرين الذين شعروا بأنه غير متزن نفسياً، كما أوضحت كلماته المتناثرة أنه منفصل تماماً عن الواقع ولا يدرك حقيقة وضعه بعد الاتهامات التي يمكن أن تقوده إلي حبل المشنقة.. وبعد انتهاء البث التليفزيوني لجلسة المحاكمة سيطرت هذه التحركات والأقوال علي الحوارات الخاصة والعامة.. طرحت الأخبار هذه الانفعالات علي المختصين ففسروا بأنها تعبر عن الانفلات العصبي والنفسي الكامل . في البداية يصف د. يسري عبد المحسن الخبير النفسي الحالة التي كان عليها محمد مرسي في قفص الإتهام بالإنفلات العصبي والنفسي الكامل وعدم القدرة علي التحكم والضبط الإنفعالي نتيجة التوتر الشديد الذي ظهر عليه في تجهم تعبيرات وجهه وحركته الدائمة داخل القفص وإنفلات مشاعره وإنفعالاته ..وصل به هذا التوتر إلي حالة من الثورة والهياج الحركي وزوغان البصر يمينا ويسارا.. ويوضح د.يسري أن ترديده لجملة " أنا الرئيس الشرعي " يؤكد غيابه عن الحقيقة والمنطق وعدم تواؤمه مع الموقف الذي وصل إليه، وإنكاره للواقع بالإنسلاخ عن مجريات الأمور.. لذا كان يقوم بتصرفات غير متناسبة تبين مدي إدراكه الخاطئ للموقف، وأيضا كان يحاول التظاهر بالتماسك لكنه لم ينجح تماما في هذا الأمر وأظهر مدي إنهياره النفسي. ويري د.هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر أن طريقة كلام مرسي وتحركاته خلال المحاكمة تدل علي مدي غضبه وتوتره وحزنه علي ما يمر به من ضياع للسلطة ومحاكمته علي جرائمه.. وهذا أدي به إلي مرحلة الإنكار ا أما من ليس لديه هذه القدرة سيظل في نفس المرحلة.. ويصنف التصرفات الناجمة عن مرسي أثناء المحاكمة أنها نوع من إثارة مشاعر الناس وهي سمة سائدة في تصرفات الإخوان طوال عمرهم، لأنهم يستغلون الدين في إكتساب مشاعر الشعب.. وهذا أدي إلي ضعف موقفهم.. ويؤكد د.هاشم أن مرسي لايستطيع الإقتناع بأنه يحاكم ,وذلك يرجع لتفكيره القانوني الخاطئ ومنهجه الدكتاتوري الذي يؤيد فكرة أن الرئيس لا يحاسب علي الرغم من أن جميع دول العالم تحاكم رؤسائها في حالة إرتكابهم لأي أخطاء أو جرائم . وتوضح د.نهلة ناجي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس أن ما ينتاب محمد مرسي حاليا هي مشاعر متباينة نتيجة عدم إدراك المرحلة الذي إنتقل إليها من رئيس إلي متهم ومجرم يحاكم، وظهر ذلك في إنفعالاته وتحركاته ومعاملته لمن حوله كأنه مازال الرئيس ولابد من التعامل معه بشكل مختلف.. وتري أن مرسي يقارن نفسه بمبارك طوال الوقت، فيدور في ذهنه أن مبارك تنازل عن الحكم و متهم في قضية قتل المتظاهرين لكني لم أفعل مثله ،كما أنه لم يدرك قضية التخابر المتهم فيها من الأساس . كما تري أن عامل السن والحالة المرضية التي يمر بها مرسي بالإضافة للضغوط النفسية التي يتعرض لها من الإتهامات الموجهة إليه لها عامل كبير في حالته النفسية الحالية من عدم الإتزان والتوتر الزائد..