ليس أشد إزعاجا لكهنة السياسة الاسرائيلية في قديم الزمان وحديثه، من »القول الفاصل« ومن الحل العادل المنطقي الانساني المباشر، وكلما ظهر في طريقها من يكشف لولبيتهاو وتعقيدها هذا للبسيط من الأمور، مما لايدع لها مجالا للمغالطة والتهريج، لجأت معه إلي الجريمة.. الي القتل. هكذا كان موقفهم قديما من نبيهم أرمياء، ومن يوحنا المعمدان، ومن عيسي المسيح، وهكذا إلي أن نصل حديثا إلي اغتيال اللورد موين وزير المستعمرات البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية والكونت برنادوت السكرتير العام لهيئة الأممالمتحدة ومالا يحصي عددهم من ضحايا الظلاميات الاسرائيلية المطبقة عندهم.. حتي اسحاق رابين رئيس وزرائهم. وهناك عقدة (ظل الاسرئيليون يدخرونها للوقت الذي يصل بهم الحرج في ميدان السياسة الدولية إلي ذروته وهي (القدس).. ويحاولون مخاطبة العالم بوجهين. الأول: هو الوجه اليهودي القح الذي لايري إلا الاستيلاء علي القدس وتطهيرها من الإسلام والمسيحية، وكادوا يقتلون هرتزل عندما لمح بأن هناك وطنا لهم في أوغندة، واتهموه بالخيانة وانقذ نفسه عندما غني نشيد (إن نستيك يا أورشليم). اما الوجه الثاني: فتخاطب به الصهيونية العالم.. وتقول لهم إن (القدس) .. (المدينة المتحف).. (المدينة المقدسة).. (مدينة الله).. إلي أن تحين اللحظة التي يعلنون فيها عن مخططاتهم.. وقد ظهرت هذه المخططات في مذبحة (القدس) الاخيرة واشتعلت الانتفاضة الفلسطينية بدماء اكثر من مائتي شهيد من الاطفال والشباب وتسعة آلاف مصاب وتدمير البيوت الفلسطينية. ولم تعلن الصهيونية عن وجهها الا عندما وجدت ان العرب اتفقوا علي الا يتفقوا انهم علي خلاف دائما وان امريكا في حالة انعدام وزن بسبب الانتخابات الامريكية، (القدس) قضية عربية اسلامية.. فهل آن الأوان لمواجهة هذه المخططات.. بمخططات مستقبلية عقلية، علمية تقضي علي أحلام اولاد صهيون؟!!