انسحب الوفد من الانتخابات، رغم انه حصل علي مقعدين من الجولة الأولي، وينافس بتسعة مرشحين في جولة الإعادة، وفرصته كبيرة في الحصول علي 01 مقاعد في البرلمان، ولكنه كان يحلم بأكثر من ذلك، لأن اجمالي عدد مرشحيه بلغ 031 وعندما سقط هذا العدد الكبير من الجولة الأولي خشي ان يتضاءل عدد نوابه أمام طموحاته التي صورت له انه يمكن ان يحصل علي أكثر من ال6 مقاعد التي حصل عليها في انتخابات 5002، رغم انه لم يطرأ تغيير علي الحزب بل خلال الخمس سنوات الماضية شهد الحزب صراعات وانشقاقات وتغييرات أفرزت في النهاية أن رأسه رجل أعمال. وإذا كان حزب الوفد يتحدث عن تزوير، فهل كانت انتخابات 5002 التي جرت علي ثلاث مراحل وكانت تحت اشراف قضائي كامل »قاض علي كل صندوق« هي أيضا تم تزويرها؟! القضية الرئيسية ان الوفد كانت طموحاته وأحلامه أكبر من قدراته وإمكانياته، وشعبيته وسط الجماهير، كما انه قوبل هو والجماعة المحظورة التي انسحبت أيضا، بتكتيك انتخابي من الحزب الوطني، ضربهما في مقتل، فبعد أن بدأت الانتخابات بإشاعات تتحدث عن صفقات بين الوطني والوفد.. تغيرت بعد الهزيمة النكراء للجماعة المحظورة التي لم تحصل علي مقعد واحد في الجولة الأولي إلي اشاعات حول التزوير. نعم بعض الدوائر حدث بها عنف وتجاوزات وتلاعب وخطف صناديق وإحراق أخري، ولكن كل ذلك واجهته اللجنة العليا إما بإلغاء الانتخابات في بعض الدوائر كما حدث في بيلا ومقعد الكوتة بكفر الشيخ، وإما باستبعاد الصناديق التي تم التلاعب بها.. إذن فإنه تم مواجهة ما يسمي بالتزوير أو العنف. كما ان هناك قضاء عادلا يمكن اللجوء إليه ومواجهة أي تجاوزات، ولكن لا تكون المواجهة بالانسحاب، والخروج من ساحة المعركة والاستسلام وإلقاء مسئولية الهزيمة علي الآخرين. الوجود الفعلي لأي حزب سياسي هو التمثيل في البرلمان، ولو قرأوا التاريخ لأخذوا عبرة مما حدث لهم عندما قاطعوا الانتخابات في التسعينات. المصيبة الكبري عندنا ان أي فاشل دائما ما يعلق مصيبة فشله علي الآخرين ولا يجهد نفسه في دراسة أسباب فشله ولا يحاول علاجها.. حسنا فعل مرشحو الوفد الذين رفضوا الانسحاب وفضلوا الاستمرار في جولة الإعادة، ولم يضحوا ولم يهدروا أصوات الناخبين التي منحوها لهم وجعلوهم يصلون للمرحلة النهائية، وعندما ينجح هؤلاء سيندم المنسحبون، وسيندم الوفد، يوم لا ينفع الندم، عندما يرفض هؤلاء المرشحون العودة للحزب ويصرون علي بقائهم كمستقلين تحت قبة المجلس بعد ان تخلي عنهم الحزب في مرحلة حرجة. عدد المقاعد المتبقية من مرحلة الإعادة أكثر من المقاعد التي حسمت وعدد المرشحين أقل.. والكرة في ملعب الناخبين الذين سيقولون اليوم كلمتهم الأخيرة. الفاشلون دائما ينسحبون. [email protected]