حتي وإن كنا قد تخلصنا من حكم الإخوان في 2013 فلابد أن نعترف أنها شهدت معاناة وألما لكنها أثبتت صلابة ومتانة الشعب الأصيل الذي إنتفض وخرج ليتحرر. أثبت المسلمون والمسيحيون وحدتهم وبدا واضحا أن هناك أيدي خفية تشعل الفتن لكن فطنة الشعب كشفت نوايا الخائنين. لا أحمل الإخوان وحدهم ما وصلنا إليه ولكن هناك أخطاء جسام وقعت فيها الأنظمة وتراكمت رواسب أفسدت الحياة وخربت الموارد. لازالت الفرصة أمام بعض من ينتهجون العنف ويفسدون خريطة المستقبل رغم إدراكهم أن الخطة لن تتوقف. فالشعب الذي إنتفض وأزاح حاكمين في غضون سنوات لن تردعه المداهنات والحيل وهو صاحب السلطة ينزعها ممن يشاء ويمنحها لمن يشاء.. كانت 2013 موضع اختبار حقيقي لمرسي وجماعته الذين لم يرضوا بالوصول للحكم وكانت أطماعهم أكبر من إمكانياتهم.. إنقضوا يجمعون الغنائم ولم يوقنوا أن المعركة لازالت دائرة فغافلهم الشعب واتحد مع جيشه الوطني وتحالفت القوي المخلصة لتسحب البساط ممن خدعونا وتعاطفنا معهم ورضينا بالأمرالواقع لعل الله يخيب ظننا ويعيدون لمصر ما نهبه سالفوهم لكن كشف الله نواياهم وخرجوا مكسورين. عسي أن تردعهم جرائمهم ويعودوا لرشدهم وينخرطوا في صفوف الوطن اللهم آمين. جاءت الجماعة بأهل الثقة وزرعت حوارييها في المؤسسات ليهيمنوا ويغترفوا. عينوا الموالين في أرفع المناصب وعلي رؤوس أكبر المؤسسات دون خبرة فإنهارت وخربت. انكشفت الغمة وغاروا إلي حيث أتوا تلحقهم ذيولهم التي لازالت تعبث بمقدرات الشعب وإنقلبوا ليلعقوا أحذية حكام مصر الآن وكأن الناس نست أفعالهم. يعتقد بعض المسئولين أنهم أذكياء لكن ذاكرة الشعوب لاتنسي الفشلة والفاسدين. سيذهبون في ستين داهية بالسنة الضبابية 2013 التي أضاءها الشعب بثورته ليزيح الخوارج الذين إنقضوا علينا كالغنائم لكن نصر الله للمخلصين. في ستين داهية لكل فاشل إنتهز الفرصة وركب الموجة ليحقق طموحا لا يناسب موهبته وكفاءته.. في ستين داهية لمن إستغل تطبيله للإخوان ليجمع أموالا حراما أتت علي مصلحة الوطن ودماء الشعب. وزراء ومسئولين وموظفون صغار وضعاف نفوس عشمهم الإخوان بترقي المناصب والدرجات وجاءوا بمدرسين عينوهم رؤساء مدن ومهندسين وخبراء أمن ومستشارين للرئيس بالزوفة. قلبوا منظومة الحياة فجرفتهم دوامة الشعب المناضل إلي الهاوية.. إلي غير رجعة لكل من تجبر وتسلط وأخذ حقا دون أن يستحق ثم قفز من المركب مع أول موجة جارفة. ستعود مصر إلي حضن الوطن بجيشها وشعبها مسلمين ومسيحيين. وفي ستين داهية للأيام السودا التي نغصت علي الغلابة. في ستين داهية لكل من هدم وإدعي البناء. لكل من سرق وإدعي الشرف. لكل من تسبب في إسالة الدم وإدعي أنه من الثوار. وكل سنة وأنتم طيبون.