عرفته مع بداية حياته الدبلوماسية عندما التقيته في مكتب المرحوم والده الصديق اللواء طيار علي أبو الغيط.. كان الوالد يشغل في ذلك الوقت منصب نائب رئيس مجلس إدارة مصر للطيران وقتما كان يتولي رئاستها الفريق طيار المرحوم حسن محمود أحد الركائز التاريخية لسلاح الطيران المصري. وشاءت الظروف أن يواصل أحمد أبو الغيط مسئوليته الدبلوماسية مواكبا ومشاركا في العديد من الاحداث البارزة التي ترتبط بتاريخ مصر الحديث وقد أصبح وزيرا للخارجية قبل أربع سنوات من ثورة 25 يناير التي عاصر بدايتها. وهو يشغل هذا المنصب السياسي الوزاري المهم. كان أبو الغيط يؤمن بأهمية التأريخ لكل الوقائع التي تتشكل منها أسطورة الكفاح والنضال المصرية من كل جوانبها. من هذا المنطلق حرص علي أن يسجل من خلال مراحل المواقع التي شغلها في العمل الدبلوماسي كل ما كان يتعلق بأحداث كان لها انعكاساتها البارزة علي الدور الذي تضطلع به الدولة المصرية إقليميا ودوليا. كان محصلة هذا المشوار السياسي التاريخي العظيم قيام أحمد أبو الغيط بالوفاء بعهد وطني علي نفسه كانت باكورته إصدار هذين الكتابين اللذين احتويا علي الكثير من الاسرار الغاية في الاهمية. الكتاب الاول صدر منذ اكثر من عام واحتوي علي مجموعة من المقالات التي كان قد كتبها حول معركة الحرب والسلام التي خاضتها مصر حتي تحرير أراضيها من الاحتلال الاسرائيلي أما الكتاب الثاني فقد صدر منذ عدة أسابيع يحمل عنوان »شاهد علي الحرب والسلام«. ولعل ما يثير الانتباه في هذا الكتاب أن يكشف جانبا مهما من اهتمامات المؤلف بالجوانب التاريخية العميقة التي ترتبط بشكل أساسي بالدولة المصرية علي مدي سنوات عمرها الممتد لآلاف السنين. وتأتي أهمية ما جاء في كتابيه الاول والثاني الذي أراه جديرا بأن يكون محورا لهذا المقال.. أن أحمد أبوالغيط كان قريبا من التطورات التي تناولها مشاركا في معظم خطواتها. من هنا كان من الطبيعي أن تتسم عملية التأريخ التي ضمنها كتابه بالدقة والمصداقية التي تغري المهتمين بالمسيرة الوطنية المصرية علي قراءته واكتساب المعلومات ذات القيمة. في كتابه الثاني شاهد علي الحرب والسلام الذي من المؤكد أنه سيكون ضمن سلسلة من الكتب التي تثري المكتبة العربية تناول الدبلوماسي المحارب بالمعلومات الموثقة للتحركات والأحداث التي سبقت حرب 73 والتي مهدت لمعركة تحرير الأرض التي قادها الزعيم الراحل أنور السادات رحمه الله. وفي بداية هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الوطن ساعدت الظروف أن يكون أحمد أبوالغيط قريبا جدا من الأيام الحاسمة في هذه المعركة من خلال عمله إلي جانب مستشار الأمن القومي للسادات أحمد حافظ اسماعيل وهو الرجل العسكري الذي كان يتمتع برؤية استراتيجية ثاقبة. استمرت هذه الفترة المهمة من التاريخ المصري عامين من 2791 وحتي 4791 حيث جرت فيها استعدادات حرب 37 وما أسفرت عنه من تطورات وجهود لاستثمار نتائجها. وللحديث بقية