رحلة

مع تطور العلاقات المصرية العربية توقع موسم سياحي عربي ناجح

لم تقتصر جهود تنمية السياحة الاوروبية والدولية الي مصر علي سوق لندن الدولي للسياحة.. وإنما شملت ايضا ما تحتاجه عملية استعادة حركة السياحة العربية بالزخم الذي يتناسب والمكانة والجاذبية المصرية بالنسبة لأبناء الشعوب العربية. وفي هذا المجال لابد من ان يوضع في الاعتبار المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات العربية. من ناحية أخري يضاف الي هذا العامل هذا الاهتمام الذي يسيطر علي العديد من الدول العربية من ناحية الترويج للسياحة وهو ما تمت ملاحظته من خلال تواجد مندوبي الشركات السياحية العربية في سوق لندن. ولا يمكن ايضا التغاضي عن التأثير السلبي الذي تعرضت له السياحة نتيجة الاحداث التي مرت وتمر بها مصر منذ ثورة 25 يناير وان كانت حركة السياحة العربية الاقل تأثرا بحكم العلاقات والروابط.
وعلي عكس هذه العوامل السلبية فقد كان للثورة التصحيحية التي قام بها الشعب المصري يوم 30 يونيو أكبر الاثر في تهيئة الظروف لاجتذاب السياحة العربية من جديد. يحدث ذلك علي ضوء العلاقات الاخوية واللصيقة التي أفرزتها أحداث هذه الثورة مع الدول العربية الرئيسة المصدرة للسياحة الي مصر وهي المملكة العربية السعودية والكويت والامارات. والمؤكد أن هذا المناخ الذي اصبح يسود العلاقات مع هذه الدول في أعقاب إسقاط حكم جماعة الاخوان سوف تشجع أبناءها علي العودة لزيارة مصر خاصة بالنسبة لأسرهم. واذا كانت رحلاتهم الي بعض العواصم الاوربية تستهدف ممارسة هواية الشراء فلا جدال ان انتشار تعدد المولات التجارية ذات المستوي المرتفع قد أدي إلي سد ثغرة مهمة في عملية اجتذاب السياحة العربية بشكل خاص.
وتجاوبا مع هذه الظروف المشجعة لاستئناف تدفق السياحة العربية بالصورة المطلوبة فقد حرص العديد من ممثلي شركات السياحة العربية الشهيرة علي زيارة الجناح المصري. لقد حرصوا علي لقاء وزير السياحة هشام زعزوع للتحدث عن امكانات ومتطلبات عودة السياحة العربية الي مصر. وقد أشارت هذه الشخصيات في أحاديث جانبية إلي الاهتمام الذي تلقاه الاسواق العربية من مكاتب شركات السياحة الدولية. هذا الاهتمام ينطلق من إدراك هذه الشركات لأهمية السائح العربي اقتصاديا والتي تتميز بالارتفاع الكبير في معدلات الانفاق. انهم يقدرون هذا الإنفاق بما يساوي ما ينفقه اربعة او خمسة سياح من الجنسيات السياحية السائدة في الاسواق. ويختلف وجود السياح العرب في الدول الاجنبية عن تواجدهم في مصر حيث استثمار الروابط المتعددة التي تربطهم بالشعب المصري. كما ان لهذه العلاقة دورها ايضا في اتساع دائرة الفائدة الاقتصادية الشاملة للكثير من القطاعات التي يتم التعامل معها في المجتمع المصري.
من ناحية أخري فقد أعلن هشام زعزوع أن هناك استعدادات كبيرة من جانب مصر لاستقبال موسم سياحي ناجح في صيف العام القادم. وتشمل هذه الاستعدادات قيام قوافل من الشركات السياحية والفندقية بزيارات للاسواق العربية للترويج لموسم الصيف. وقد جري بحث برنامج هذه القوافل مع الدكتور نادر الببلاوي خبير السياحة العربية وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية. وتم الاتفاق علي تنظيم العديد من المهرجانات الفنية والثقافية التي يهتم بها السياح العرب علي ان يقام جانب منها في الساحات النيلية التي سوف تشهد إطلاق الصواريخ المضيئة: ان هناك أملا كبيرا في ان تشهد مصر العام القادم موسما سياحيا ناجحا بإذن الله.