لماذا لا نجعل اليوم هو فرح الديمقراطية؟ لماذا لا نجعله يوما نتغني به فيما بعد، ونحكي عنه لأولادنا، ونجعلهم يفعلون مثلنا كلما حان وقت الانتخابات؟ لماذا لا نستغل مساحة الحرية التي نعيشها، وقد اصبح كل واحد فينا »حر« يقول رأيه كما يشاء، ويختار ما يشاء ويقول »لأ« وقتما يشاء؟ .. لماذا لا نمارس حقنا الذي منحه لنا الدستور ويصبح كل واحد منا سيد قراره؟ اصوات محبطة تدعو لعدم المشاركة في الانتخابات وعدم الذهاب للادلاء بالصوت واختيار نوابنا لبرلمان 0102، ويرفعون شعار السلبية بحجج واهية، يقولون مرة التزوير ومفيش فايدة، وهو صوتي »اللي هيغير الكون«، »اللي الحكومة عايزاه هو اللي هاييجي«، والنتيجة معروفة مسبقا، وطبعا كل ده كلام فارغ يردده ويروجه البعض حتي يعزف الناخبون عن التصويت، وحتي تصبح نسبة الحضور ضعيفة، ويذهب لصناديق الاقتراع فقط من يؤيدونهم، وتنهزم الاغلبية الصامتة وتفوز الاقلية المتربصة. وهذا ما حدث علي مدار الانتخابات الماضية، التي افرزت نواب القروض والمخدرات والتأشيرات والعلاج علي نفقة الدولة ونائب »النقوط« ونائب »القمار« ونائب الرصاص، ونائب الدم الفاسد ونائب الرشاوي والنواب الذين دعموا ميليشيات الازهر. احنا السبب في دخول مثل هؤلاء النواب تحت قبة البرلمان عندما جلسنا في بيوتنا وعلي المقاهي وفي اعمالنا واضعين ايدينا علي خدنا ولم نذهب لنختار النائب الذي نريده وانتظرنا النتيجة التي جعلت هؤلاء يحصلون علي الحصانة ويعيثون في المجتمع فسادا، فلا نلومن إلا انفسنا، ولا نعتب علي احد، ولا نرمي بكرة المسئولية في ملعب الاخرين. فيه مثل انجليزي يقول »لا تعبر الجسر حتي تبلغه« وقد قيل هذا المثل في القرون الوسطي عندما اصبحت بعض الجسور الخشبية التي تربط المدن ببعضها متهالكة، وكان يخاف التجار من نقل تجارتهم علي العربات التي تجرها الخيول عبر هذه الجسور خوفا من انهيارها، فتوقفت التجارة وخسر التجار اموالهم في حين ان كثيرا من الجسور كانت صالحة وتتحمل اي عربات تعبر عليها.. فسرت دعوة لعدم اتخاذ قرار مسبق عن حالة الجسر دون ان تذهب وتعرف حقيقة حالته وصار مثلا. لايجب ان نصنع عفريتا اسمه تزوير ومفيش فايدة، ولا نذهب لنقول رأينا.. كلما زاد عدد الناخبين ضمنا تحقيق ارادة الشعب. ودخل البرلمان من نريده نحن، لا من تريده الاقلية. اتصور ان الادلاء بالصوت كالشهادة، ولا ينبغي ان نكتم الشهادة، ونحرم من يستحقون من دخول البرلمان. جرب وروح قول كلمتك، ولن تخسر شيئا.