انتبهت أثناء بحثي عن قناة لمتابعة الاحداث المصرية أثناء زيارة عمل قمت بها إلي فرنسا قبل أيام لوجود قنوات دينية عديدة لم أكن الحظها في القاهرة فقد برمجت تليفزيون بيتي علي مجموعة مفضلة من القنوات اكتفيت بها ولكن في فرنسا كنت في مواجهة مع 600 قناة تأتي من كل حدب وصوب تعرض كل شيء صالح وطالح.. المهم خطر علي بالي أن انصت لبعضها من باب العلم بالشيء.. وفوجئت بذم وقدح رهيب من بعض القنوات في الشريعة الاسلامية والاسلام إلي درجة انكار نبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم والادعاء السافر بأن القرآن العظيم هو كلامه ومن تأليفه!! ودهشت من أن هذا الانحطاط الفكري لايثير المسلمين تجاه من يروجون له ليهاجموه ويقتصوا منه، وإنما وجدته يمر وكأن أحدا لا يسمعه أو يأبه به.. وببعض التفكير أدركت الفارق الذي أثار اعجابي حقا فالقنوات الإسلامية لاتنشغل بذم أو قدح أو تفنيد ادعاءات بل هي تحترم جميع الشرائع والرسل المبعوثين من الله لهداية الانسانية فهي تري طريقها جيدا ويتوقف جل اهتمامها علي توضيح الفكر الإسلامي فقط ودعوة الناس إليه دون انتقاد للآخرين وهذا احد اسرار قبول الناس به وتصديقهم له.. فالحق احق أن يتبع. احترمت قبول الداعية الإسلامي عمرو خالد القاء محاضرات دينية علي هامش المؤتمرات الانتخابية لعضوية مجلس الشعب.. فالداعية الذي يحمل رسالة ويعرف ان هدفه في النهاية الوصول بها إلي الناس لايشغله كثيرا المنبر الذي يتحدث منه بقدر انشغاله بالرسالة التي يسعي لتوصيلها. وقد قرأت تصريحات علي لسانه يعبر فيها عن استعداده للمشاركة في أي مؤتمرات انتخابية طالما حصل منظموها علي موافقة امنية بتنظيمها دون النظر لاسم الحزب المنظم.. وهذا الموقف يؤكد مرة أخري أن الهدف ليس السياسة وانما هو تصحيح علاقة الناس بخالقهم وفهم الاسباب التي من اجلها خلق الانسان واستخلفه في الأرض.. انها بالفعل رسالة تستحق ان نحملها ونفهمها ولعل من ايجابياتها الأخري انها قللت من الغلو والتشدد الذي يغلب علي المنافسات الانتخابية.. جزاك الله خيرا يا عمرو خالد .