نستطيع القول أن العنوان الدال والمعبر تماما عن جولة الرئيس حسني مبارك التي بدأها أمس في منطقة الخليج بزيارة سريعة الي دولة الإمارات العربية الشقيقة، ومنها اليوم الي دولة قطر، وغدا الي مملكة البحرين، هو أنها جولة عمل مكثفة لزيادة دعم التعاون بين مصر وشقيقاتها الخليجيات في جميع المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمار. واذا أردنا مزيدا من التوضيح والدلالة فيجب أن نقول أن الهدف المؤكد لزيارة الرئيس للدول الثلاث هو الانطلاق بمجالات التعاون المشترك بين مصر وأخواتها الخليجيات الي آفاق واسعة تحقق طفرة كبيرة علي المستوي الاقتصادي، وإقامة المشروعات المشتركة، في المجالات الصناعية الكبري والمتطورة، وفتح الباب أمام الاستثمار الخليجي في مصر علي أوسع نطاق ممكن، وتذليل جميع العقبات التي تعوق أو تعطل ذلك. وتكتسب جولة الرئيس أهمية متزايدة لكونها تأتي في ظل التطورات الجارية الآن علي الساحتين العربية والاقليمية بصفة عامة، ومنطقة الخليج علي وجه الخصوص، وما تواجهه الأمة العربية الآن من تحديات كبيرة، وتطلعات وتوجهات لبعض القوي الإقليمية للتدخل والسيطرة وفرض النفوذ. ومن هنا فإن الجانب السياسي والتشاور المشترك، وتبادل الرأي حول جميع القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك علي المستوي العربي الشامل، هي محل بحث ودراسة وفحص مستفيض من الرئيس مبارك وزعماء الدول الثلاث الشقيقة. ومن هنا فإن قضية السلام في الشرق الأوسط وما تمر به الآن من جمود يهدد مسيرتها نتيجة ممارسات إسرائيل والعقبات التي تضعها أمام هذه المسيرة هي محل بحث مستفيض في الجولة، كما تأتي الأوضاع في العراق، والسودان، ولبنان علي قائمة البحث خلال القمم الثلاث للرئيس وأشقائه زعماء الدول الثلاث، والتي بدأت أمس بالقمة المصرية الإماراتية بين الرئيس مبارك وأخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وتستكمل اليوم بقمة الدوحة وبعدها بقمة المنامة. وأحسب اننا لا نحتاج الي التأكيد علي أن زيارة زعيم مصر للدول الشقيقة الثلاث الآن، وفي ظل ما تشهده الساحة العربية والإقليمية من تحديات هي رسالة واضحة للكل بأن مصر تقف دائما وأبدا دعما وسندا لأخواتها العربيات، في إطار الأخوة الدائمة، والحرص علي تحقيق كل ما فيه صالح الشعوب العربية، والحفاظ علي أمنها وسلامتها.