هذه العدوانية المحمومة التي تسيطر علي الرئيس الأمريكي أوباما تجاه سوريا تجعلنا نقول ما أشبه »البارحة باليوم«. انه بهذا الموقف يُعطي احساسا بأنه يسير علي نفس السلوك الإجرامي لبوش الابن عندما افتعل حكاية صدام حسين مع أسلحة الدمار الشامل ليبرر عملية غزو العراق وتدميره. لقد أقدم هذا الرئيس »الكاوبوي« علي ارتكاب هذه الجريمة التي مازال يعاني منها هذا البلد العربي حتي الآن - رغم ما اثبته تقرير خبراء الاممالمتحدة في ذلك الوقت بأنه لا توجد أي مؤشرات علي وجود اسلحة للدمار الشامل. اصرار بوش علي القيام بفعلته الشنعاء لا يختلف كثيرا عما ينويه أوباما. أنه في كلمته أمس الأول أتاح لنفسه خطا للرجعة عندما طلب موافقة الكونجرس علي توجيه الضربة العسكرية لسوريا بحجة استخدام الاسد للأسلحة الكيمياوية ضد شعبه. كل التقارير تؤكد استحالة اثبات من الذي استخدم هذا السلاح. ليس من تفسير لسيطرة هذه النزعة العدوانية علي أوباما تجاه سوريا -ولا أقول تجاه الحاكم المستبد بشار الأسد- سوي الرغبة في تقديم المزيد من أوراق اعتماده كحليف وصديق وَفي لإسرائيل مثلما فعل بوش. لا جدال ان مثل هذا العمل الجبان هو لصالح إسرائيل والصهيونية العالمية والامبرالية الأمريكية علي السواء باعتباره يخدم استكمال حلقة القضاء علي كل القوي المناوئة لإسرائيل في المنطقة بما يمهد الطريق للسيطرة علي العالم العربي ونهب ثرواته.. ان هذا »الأوباما« ذا الجذور الافريقية أكد انحيازه وتواطأه في أكثر من مناسبة للصهيونية العالمية منذ توليه السلطة. بدا ذلك جليا من موقفه المتخاذل من القضية الفلسطينية ومن تحالفاته المريبة مع قوي المتاجرة بالاسلام السياسي من أمثال التركي اردوغان وحكم الإخوان الإرهابي في مصر. بعض التحليلات تقول ان حماس هذا الاردوغان العميل لمخطط ضرب سوريا يثير الشكوك حول تورطه في افتعال وارتكاب جريمة استخدام الاسلحة الكيمياوية. من ناحية أخري فإنه من الواضح ان ادارة أوباما لن تقوم بضرب سوريا إلا اذا حصلت علي الضوء الأخضر من »مسمار جحا« الإسرائيلي الذي تم زرعه في المنطقة العربية. ولا يمكن اغفال دوره في مؤامرة تقسيم السودان وتدمير ليبيا.. هل يستطيع أحد ان يزعم ان هذا الرئيس الأمريكي ومن قبله كل رؤساء أمريكا قد انحازوا ولو لمرة واحدة لصالح الحقوق العربية المشروعة. ان ما يؤكد عداءه ومناهضته لهذه الحقوق مساندته ودعمه الدائم لعملية احتلال اسرائيل للارض الفلسطينية. نفس الشيء يحدث في سوريا التي يسعون اليوم إلي تدميرها تحت زعم الدفاع عن شعبها. اذن فالسياسة الثابتة لإدارة أوباما تقوم علي دعم وتأييد الجرائم الاسرائيلية وهو ما يؤكد ان لا هدف من وراء ممارستها سوي خدمة الامر الواقع العدواني الإسرائيلي.