لأول مرة.. أجد قناة الجزيرة في موقف دفاع عن نفسها.. لأول مرة أشعر بهزيمتها، بدلا من كلمات السب والانتقاد التي نوجهها للقناة من الكذب والتلفيق والتحريض.. من وضع الجزيرة في هذا الموقف الإعلامي الكبير وائل الابراشي ومن ساعده من زملائه وادارة قناة دريم، عندما قدم الابراشي مجهودا خارقا من مساء الجمعة الماضية وحتي صباح السبت لمتابعة احداث اعتصام مجموعة الارهابيين لمسجد الفتح عقب حوادث القتل والتخريب التي قاموا بها يوم الجمعة الدامي. لن أتحدث عن تفوقه الاعلامي في هذه الليلة فهو أمر ليس بجديد عليه منذ سنوات عندما بدأ اطلالته علي جمهور المشاهدين.. ولكن قدم وائل الابراشي في هذه الليلة في تغطيته دورا وطنيا تخاذلت فيه كل أجهزة الدولة. التف ملايين المصريين امام شاشة دريم حتي الصباح عاشوا الصورة والحقيقة لحظة بلحظة، اكتشفوا خلالها الزيف والكذب لقناة الجزيرة، التي كانت تنقل عبر مراسلها محمد بدر علي الهواء مباشرة في بث متواصل، صورة مخالفة تماما للحقيقة من خلال أذنابهم المعتصمين مع الارهابيين داخل المسجد. كانت دريم القناة المصرية الوحيدة التي واصلت ارسالها المباشر في مواجهة »قناة الجزيرة«.. مضمون هذه التغطية يعد وثيقة وشهادة تدحض ادعاءات الدعاية السوداء للإخوان في الخارج، وتقدم الصورة الحقيقية للأعمي من الاعلام الغربي إذا استيقظ ضمير بعضهم وأراد أن يبصر.. ويجب علي وزارة الخارجية وهيئة الاستعلامات توزيع حلقة ومتابعة وائل الابراشي علي جميع الدوائر المعنية في الخارج.. فهي أفضل نموذج للرد علي كل الاتهامات الموجهة للأمن المصري والرد علي الأباطيل التي يروجها الإخوان. بصراحة.. كان الإبراشي نموذجا لوطنية الإعلامي والسياسي المصري.