أفراح وأحزان.. دموع وابتسامات النقيدان هنا في قرية سوادة التابعة لمركز فاقوس .. عزبة السعديين اتشحت بالسواد حداداً علي فقد اثنين من شبابها و اسر 14 شاباً بقرية سوادة يتبادلون التهاني بالنجاة من مهالك رحلة الموت .. فشل شباب قرية سوادة بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية في العثور علي فرص عمل بعد حصولهم علي مؤهلاتهم المتوسطة فلم يجدوا امامهم سوي التفكير بالسفر الي ايطاليا من خلال الهجرة غير الشرعية ليلحقوا بأقرانهم من ابناء قريتهم والذين نجحوا في السفر والوصول الي دولة ايطاليا وظل هؤلاء الشباب شهورا طويلا ينتظرون تحقيق الحلم الذي وعدهم به بعض السماسرة وعندما تحقق الامل وتحدد يوم السفر ودعوا ذويهم الذين باعوا كل مايمتلكون لسداد تكاليف الرحلة والتي تتجاوز 04 الف جنيه ولم يفكر الشباب ان الحلم سرعان مايتلاشي حيث تعطلت احد المراكب الصغيرة بهم وانقلب الاخر واخذوا يصارعون الموت حتي وصلوا الي الشواطيء المصرية برشيد .. التقت الاخبار مع عدد من الناجين من الموت ليروي كل واحد قصته مع الهجرة غير الشرعية وكيف نجوا من الموت... يقول عمرو عبده عبدالكريم »91 سنة« حصلت علي الدبلوم الثانوي التجاري عام 7002 وبحثت بكل بقعة وتقدمت للمسابقات التي يعلن عنها في الجرائد الرسمية لكن الحظ كان دائما لايحالفني وبعد ان ضاقت الدنيا امامي همس في اذني احد اقراني بضرورة السفر الي ايطاليا من خلال احد السماسرة الذي يتردد علي قريتهم وبالفعل اقنعت والدي المهندس علي ضرورة تدبير المبلغ اللازم للسفر ليتيح لي فرصة حياة كريمة وتكوين مستقبلي وخاصة ان اسرتي تتكون من 7 افراد فلم يتردد والدي ودبر لي المبلغ المقدم 01 آلاف جنيه وتعهد بسداد الباقي 05 الفا عند وصولي لدولة ايطاليا وقال في يوم السبت الماضي تحدد الموعد لسفرنا وتم توفير سيارة ميكروباص بمعرفة السمسار واصطحبني مع اكثر من 05 شابا ووصلنا الي كوم حمادة برشيد ثم نقلونا الي سيارة نصف نقل وقاموا بغلق منافذها بقطعة كبيرة من المشمع الذي يتم تثبيته بالحبال لكي لايتعرف احدنا علي الطريق وبعدمرور اكثر من 5 كيلو تواجدنا بمنطقة صحراوية وقاموا بنزع جميع متعلقاتنا الشخصية من هاتف وبطاقة شخصية ثم نزعوا جميع الاستيكارات التي تدل علي اننا مصريون وبعد انتظار دام اكثر من 84 ساعة ابلغنا الاعرابي الذي يرافقنا في الرحلة باننا سنستقل لنشات من أمام رشيد لتوصيلنا الي عرض البحر وتكون في انتظارنا باخرة كبيرة تنقلنا الي سواحل ايطاليا وبعد مرورنا بالمياه ب 005 م فوجئنا بتعطل المركب وامتلائها بالمياه والتي حاولنا تفريغها حتي لاتنقلب الا ان القدر كان اسرع منا حيث انقلب الزورق بركابه في منتصف الليل وبدأ الموج يصارعنا وحاولنا التشبث بأجزاء القارب للنجاة. وفجأة جاءت موجة مرتفعة لتقذف بنا علي شاطيء البحر وسقطت مغشيا علي ولم اجد نفسي غير بين قوات حرس الحدود ويقول انه لم يفكر مرة أخري في السفر بطريقة غير شرعية بعد ان رأي الموت ويتمني من المسئولين توفير فرص عمل لهم بمصانع الصالحية التي تبعد عن قريتهم كثيرا. وتقابلت الاخبار مع خالد عبدالحفيظ محمد اسماعيل والذي بدأ يروي قصته بالسفر بطريقة غير مشروعة وقال حصلت علي دبلوم ثانوي زراعي عام 5002 وبحثت عن فرصة عمل ولم يحالفني الحظ فعملت في الزراعة مع والدي ونظرا لزيادة عدد افراد اسرته الثمانية.. اقنعت والدي بضرورة بيع قطعة الارض التي يمتلكها للسفر للخارج علي اقل تعويضه عند عودته ويقول ان تجاربي في السفر كثيرة ففي المرة الاولي حاولت السفر لدولة فرنسا عن طريق احد السماسرة والذي قام بتسليمها بجواز مزور منتحلا صفة مواطن فرنسي وقمت بتغيير بعض ملابسي لاضفاء صفة الاجنبي علي شخصي مقابل 08 الف جنيه وفي مطار القاهرة الدولي تم القبض علي بعد الاشتباه في الجواز وتحرير محضر لي وتأكد انني ضحية لعبة قذرة من احد السماسرة وتم الافراج عني ولم أيأس وبعد مرور عامين فكرت في السفر مرة اخري الي اليونان حيث اتفقت مع احد المصريين الحاصلين علي الجنسية اليونانية باصطحابه معي في الطائرة باعتباره نجله مقابل 08 الف جنيه وتوجه الي ماكيير متخصص لتغيير ملامح وجهي ونجحت انا وهو في اجتياز المطار واستقلال الطائرة الا ان سرعان ماتم كشف امري عن طريق احد ابناء قريتي الذي افشي سري ورغم شعوري بخيبة الامل الا اني عقدت العزم علي السفر مرة اخري عن طريق البحر واتفق مع احد السماسرة علي اصطحابه لتهريبه من خلال مركب واثناء استقلالنا للقارب الصغير تعطل بنا الموتور واستغثنا بأحد مراكب الصيد والتي سارعت بجذبنا وتوصيلنا إلي الشاطيء وقمت بالعودة بسرعة إلي قريتي مهرولا وبسؤاله عما إذا كان يفكر مرة أخري بالسفر فقال الحمد لله »التالتة تابتة«، كما التقت الأخبار بالعائد محمد نصرالله والذي ترتسم علي وجهه ملامح الحزن والأسي لفقده شقيق زوجته عادل النجدي والذي لقي مصرعه غرقا عقب انقلاب القارب الذي يقلهم ويقول والدموع تسبق كلماته حصلت علي دبلوم الثانوي الصناعي منذ أكثر من01 سنوات وبحثت عن فرصة عمل مناسبة ولكنني لم أجد فقررت شراء سيارة بالتقسيط للعمل عليها بمزارع منطقة الصالحية وخلال هذه الفترة تعرفت علي زوجتي وتزوجت ورزقني الله بطفلين عمرهما عامان وسنة واحدة وأثناء ذلك تعثرت في سداد أقساط السيارة فاستردها صاحبها فلم أجد أمامي سوي الهجرة غير الشرعية لدولة إيطاليا أما محمد عبدالرحمن »71« سنة فيقول إنه حاصل علي ثانوي زراعي وفشل في العثور علي فرصة عمل فاقترح علي والده للسفر للخارج ورغم رفضه إلا أنه أمام اصراره وافق ودبر له مقدم السفر وقال إنني حمدت الله علي وصولي ولم أفكر في السفر وابحث عن عمل في أي مكان.. أما صبحي حسن مسعود فعمره 61 عاما وهو طالب بالفرقة الثانية بالثانوي العام ووالده متوفي ووالدته ربة منزل شعر بأن المسئولية التي تقع علي عبء والدته كبيرة ففكر في السفر للتخفيف عنها .