تواصلت أمس عملية فرز اصوات الناخبين في العراق في وقت تسابقت فيه الكتل السياسية الرئيسية لاعلان فوزها في الانتخابات التي تخللتها هجمات اوقعت عشرات القتلي والجرحي. واشارت احصاءات غير رسمية الي ان قائمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جاءت في الطليعة في المحافظات الجنوبية التسع التي يغلب عليها الشيعة بينما حل منافسه اياد علاوي زعيم قائمة العراقية في المركز الأول بالمحاظات السنية وهي الانبار وصلاح الدين وديالي ونينوي. ومن المفترض ان تحدد نتائج الاقتراع في بغداد (86 مقعدا في البرلمان) الفائز في هذه الانتخابات لكنها لم تظهر بعد. ومن المقرر ان تصدر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الجزئية بعد غد الخميس بينما يفترض اعلان النتائج النهائية في 81 مارس الجاري والرسمية أواخر الشهر الحالي. وأوضحت الاحصاءات غير الرسمية ان ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي جاء في المرتبة الأولي في المحافظات الجنوبية التسع وهي النجف وواسط وذي قار والديوانية والبصرة وكربلاء والمثني وميسان وبابل. وتشغل المحافظات الجنوبية 911 مقعدا في البرلمان العراقي في حين تتمثل محافظات العرب السنة بسبعين مقعدا فقط. وحلت قائمة العراقية في المرتبة الثانية في ثلاث محافظات شيعية هي بابل والمثني والبصرة لكنها جاءت في المرتبة الثالثة في المحافظات الشيعية الست الاخري بعد الائتلاف الوطني الذي يضم الاحزاب الشيعية الرئيسية باستثناء حزب الدعوة. اما في محافظة كركوك التي يتنازع عليها الاكراد والرب »21 مقعدا« فقد حل التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الرئيسيين اولا يليه »العراقية« ثم »دولة القانون«. وتشغل المحافظات الكردية الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك 14 مقعدا في البرلمان الذي يضم ايضا 51 مقعدا تعويضيا موزعة علي الاقليات »ثمانية مقاعد« والقوائم الصغيرة. ولن تتمكن اي قائمة فيما يبدو من الحصول علي غالبية تمكنها من تشكيل الحكومة بمفردها لذلك ستكون هناك تحالفات قد تؤخر تشكيلها لعدة اشهر. وقال علي موسوي مستشار المالكي ان ائتلاف دولة القانون تقدم في جميع المحافظات الجنوبية وبغداد متوقعا ان يحصل علي ثلث مقاعد البرلمان الا انه اضاف ان الائتلاف لن يكون بوسعه تشكيل الحكومة بمفرده دون الاستعانة بآخرين والتحالف مع كتل أخري. ومن شأن فوز المالكي بولاية اخري ان يبث الطمأنينة بين المستثمرين الذين يتطلعون للاستمرار خاصة شركات النفط العالمية التي وقعت عقودا قيمتها مليارات مع حكومته لاستخراج النفط في البلد الذي يمتلك ثالث اكبر احتياطي في العالم. وتوقع نوشيروان مصطفي زعيم حزب جوران أو »التغيير« بالكردية ان يحصل حزبه الذي ينتظره مستقبل واعد علي 02 مقعدا علي الاقل في البرلمان القادم علي حساب منافسين راسخين بعد الانتخابات وهو ما يهدد بحدوث اضطرابات داخل اكثر الكل تماسكا بالبلاد وهم الاكراد. واذا حققت قائمة التغيير نتائج جيدة فإن ذلك قد يضعف قبضة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني في أي محادثات في بغداد بشأن تشكيل ائتلاف. وفي غضون ذلك اعلنت بعض القوائم الرئيسية تصدرها السباق الانتخابي وقامت بتسيير مظاهرات في بعض المدن ابتهاجا بالفوز الامر الذي دفع رئيس المفوضية العليا المستقلة فرج الحيدري الي دعوة جميع الكيانات السياسية والمواطنين العراقيين الي التأني وانتظار اعلان نتائج الانتخابات بشكل رسمي ومن الجهات الرسمية وحدها. وهنأت قائمة العراقية بزعامة اياد علاوي الشعب »بالفوز الكاسح« الذي حققته في الانتخابات كما اعلنت قائمة ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها المالكي فوزها ايضا ثم قائمة عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلي الاسلامي العراقي. واندفع المواطنون حسب انتماءاتهم السياسية الي الشوارع للاحتفال بفوز مرشحيهم. واعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات ان نسبة المشاركة في الانتخابات تراوحت ما بين 55 و06٪. وتواصل أمس الترحيب الدولي بالمشاركة الكثيفة للعراقيين في الانتخابات التشريعية. واعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن ارتياحه ازاء المعلومات الاولي حول مسار الانتخابات العراقية مضيفا انه من المبكر استخلاص نتائج حول حرية الانتخابات ونزاهتها أو نسبة المشاركة لكن المعلومات الاولية تشير الي انها مشجعة. وهنأت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون العراقيين الذين أدلوا باصواتهم.. وتوجهت بالشكر الي مفوضية الانتخابات وقوات الامن العراقي.. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان القوات الامنية العراقية قامت بمهامها علي أحسن وجه مضيفا كان يوما طيبا للعراقيين ولنا جميعا. وجدد الرئيس الامريكي باراك أوباما التزامه بسحب جميع القوات الامريكية من العراق بنهاية العام المقبل مشيدا بقوات الامن العراقية لما وصفه بمقدرتها ومهنيتها.