سأتولي الأمر بنفسي إن شاء الله.. لا تقلقي. قال عبدالرحمن ذلك لأمه بينما كانت دموعهما تسبقان الكلام وزملاء الرحلة يستعجلون الأم.. ترك عبدالرحمن يد أمه بينما لسانها يردد لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك. بسلامة الله ورعايته حملت الطائرة حجاج بيت الله الي الأراضي المقدسة.. الأم أصبحت ضيفة علي الرحمن.. أما عبدالرحمن فقد بدأ رحلته في شوارع مصر للعودة للمنزل الذي لا يبعد كثيرا عن المطار. وصل عبدالرحمن بعد مرور ساعتين وربع ولولا انشغاله بسفر أمه والمهمة التي تركتها له - ولأول مرة - ما هان كل شيء. في اليوم الثاني لسفر الحبيبة.. وفي يوم إجازة عبدالرحمن.. ذهب الي أحد منافذ وزارة الزراعة ليتولي أمر الأضحية بنفسه كما وعد أمه. الشادر ممتليء عن آخره.. تخرج منه صيحات بل صرخات تصل الي حد الشتائم.. خارج الشادر طوابير إنتظار من البشر والسيارات ملأت كل الشوارع المحيطة.. شراء الأضاحي تسبب في توقف شارع الهرم بل محافظة الجيزة كلها. هم موظفو وزارة الزراعة أو مندوبو المزارع التي يستجلبون منها الاغنام أم عمال بالوزارة يقومون بعملية البيع.. المهم ان هناك سوء معاملة واضح وحجز أو شراء الأضحية يكلف المواطن يوم إجازة، وبهدلة ورشوة.. وإن كان عاجبك. صحيح ان منتجات وزارة الزراعة لها عند المواطن المصري ثقة، بالاضافة الي ان اسعارها تقل خمسة جنيهات في الكيلو »علي الأقل« عن أسعار الجزارين.. إلا ان الوزارة وهي احدي وزارات الحكومة الذكية يجب ان يكون اداؤها مختلفا.. فالمعروض أكثر كثيرا من الطلب. فلماذا هذا الهرج الذي يحدث؟ ولماذا تصل بالمواطن المصري الذي يريد أن يشتري منتجات وزارة الزراعة الي حد البهدله. الأداء يحتاج الي ضبط ورقابة ومنع ممارسات كثيرة لا تليق. أما عبدالرحمن فقد فضل ان يشتري من أي مكان آخر غير منافذ توزيع الوزارة مضطرا تنفيذا الوعده لأمه.. وبصعوبة بالغة خرج من الشارع بسيارته واشتري الأضحية من جزار بسعر أكثر من أسعار وزارة الزراعة.. وكل ما يجري يصب في صالح التجارة، ويزيد معاناة المواطن ماديا ومعنويا. اليوم عرفة وكل عام وأنتم بخير.. وعرفة القادم نرجو أن يكون لوزارة الزراعة أداء آخر.