اكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ان هناك حالة من الإنقسام داخل المجتمع المصري وإستمرارها خطر علي الدولة المصرية مشددا علي ضرورة التوافق بين الجميع وقال يخطئ من يعتقد أن هذه الحالة في صالح المجتمع ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومي المصري. جاء ذلك خلال تصريحات مهمة له أثناء حضوره الندوة التثقيفية الخامسة التي نظمتها القوات المسلحة أمس بمسرح الجلاء..وقال وزير الدفاع انه يخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية ولن نظل صامتين أمام إنزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه ...مشيرا الي ان القوات المسلحة علي وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي ولكن دون المشاركة أو التدخل باعتبار ان القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم . واوضح السيسي ان القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسئولية في أغسطس الماضي أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها وما تم من إنجازات في هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة. واشار وزير الدفاع الي ان علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية وهي جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر .ويخطئ من يعتقد بأنه بأي حال من الأحوال يستطيع الإلتفاف حول هذه العلاقة أو إختراقها. لافتا الي ان إرادة الشعب المصري هي التي تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة ... ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن أن نسمح بالتعدي علي إرادة الشعب. وشدد السيسي علي انه ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر في وجود جيشه. وحذر وزير الدفاع من الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه معتبرها إساءة للوطنية المصرية والشعب المصري بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه. مؤكدا ان القوات المسلحة لن تقف صامته بعد الأن علي أي إساءة قادمة تُوجه للجيش مطالبا أن يدرك الجميع مخاطر ذلك علي الأمن القومي المصري. وشدد الفريق أول السيسي علي ان الجيش المصري هو كتلة واحدة صلبة ومتماسكة وعلي قلب رجل واحد يثق في قيادته وقدرتها مشيرا الي ان القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة لقاء الدخول في المعترك السياسي إلا أن مسئوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع إنزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الإقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو إنهيار مؤسسات الدولة. ودعا السيسي الجميع دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها منبها علي ان لدينا من الوقت »أسبوعا« يمكن أن يتحقق خلاله الكثير .. واصفا دعوته تلك بأنها متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله. وفي نهاية تصريحاته وجه السيسي التحية والتقدير إلي جميع رجال القوات المسلحة وقادتها الحاليين والسابقين وجميع شهداء مصر الابرار ثم شاهد عرض فيلم تسجيلي للمشير الجمسي أحد قادة القوات المسلحة العظام.