موافقة مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة علي تحديد مواعيد فتح وإغلاق المحلات التجارية بالعاصمة في الثامنة مساء صيفاً والتاسعة شتاء هو شئ حضاري معمول به في كل الدول المتقدمة. ومن طبيعة الامور وأسوة بما يحدث لدي محاولة إجراء إصلاح ما ان ينقسم الرأي بصدده الي مرحب ومعارض فيري المرحبون في نهايته بصيصا من نور يخرجهم وناسهم من كهف الجهل والتخلف في حين يجلب ذات النور أذي في أعين آلفت العتامة وأصابها مرض يجعلها غير قادرة علي تحمل النظر اليه أو فيه أصحاب بصيص النور المتألق في نهاية النفق لابد أن يروا في تنفيذ قرار كالذي توصلت اليه الغرفة التجارية الحضارية علاوة علي ما يحققه لبلدنا من نفع إقتصادي بما يوفره من إستهلاك في طاقة نحن في أمس الحاجة اليها إنه يمحو كذلك شيئا طال إهماله وأشاع كما هائلا ومتواصلا من التلوث الضوضائي البشع الذي لا يعرف له ضابط ولا رابط في بلدنا في شوارعنا ومنازل عاجزة نوافذها المغلقة في دفعه عنا يمكن به إستعادة أمر عزيز فقدناه يتمثل في بعض من هدوء هرسته فوضي ناتجة عن تقاعس طويل في تنظيم سلوكيات مجتمعنا وأنشطته. القوانين الإصلاحية هي كالدعامة تمرر الدم في شرايين القلب منه واليه ثم الي جسد المجتمع كله ولكن الاصلاحات وقوانينها تؤذي الكارهين لها كما تؤذي العقاقير الأجسام الضارة فيراها المعارضون لها بمثابة حركة تخرجهم من فلك حياة إعتادوها وتمردا علي مفاهيم ترعرعوا عليها يعدونها راسخة في حين قد تكون فائدتها الوحيدة لهم إنها تعم علي قطيع سعيد بحاله مؤمن بأنه ليس في الإماكن أفضل مما كان، منهاج من لم يتعلم إنه إذا أراد إبحارا فيجب ان تخلو اشرعته من ثقوب. نحن في حاجة ماسة الي سد عال ضد الفوضي ولابد إن هناك كثيرين ممن يعوزهم الأمل في أنه يكون قد آن الأوان لنا ان نرفع التشويه الذي أصبنا به عاصمتنا الجميلة درة القارة الافريقية، بتاريخها، وتاريخ البلد العريق الذي تقع فيه بنيله الناعس، بخضاره وصحاريه، بآثاره، بمساجده وكنائسه، قد يكون قد آن الأوان لنا لنعمل علي إزالة الطلاء الردئ لنكشف عن جمال ألقاه الله مؤكدا في ربوع وطننا وألا نلتفت الي النائمين في الجحور، الذين لا يشعرون ولا يعلمون ولا يعملون، من لا ينتظر منهم قياما ولا إخلاصا، الذين ينطبق عليهم قول الشاعر الكبير »ويليام شكسبير«: الحياة مأساة للإنسان الذي يشعر ومهزلة لمن يفكر ومتعة لمن لا يشعر ولا يفكر، فما أحسنه قولا، أوجز فعمم، وأقلل فأزاد، عن مصاب الجهل إذا ساد، وأصبحت إفرازاته شيئا معتاد.