فارق كبير بين أن تري مولودا.. وتتابعه خلال سنوات نموه.. حتي يكبر.. وان تراه مرة واحدة أو تسمع عنه.. ففي عام 7991 زرت مدينة العريش في مغامرة شبابية لمجموعة من طلاب الثانوية العامة يريدون ان يروا أرضهم بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي.. ولم يكن بالعريش سوي "لوكندا" واحدة.. ومجموعات متناثرة من البيوت ..ولم تكن هناك أي وسائل مواصلات بالليل.. اما الان فالامر اختلف كثيرا فالعمران امتد بالداخل وخارج المدينة واصبح هناك اكثر من فندق ومستشفيات وقري سياحية وجامعة ووسائل مواصلات طوال الاربع والعشرين ساعة علاوة علي كوبري يربط الشرق بالغرب فوق قناة السويس . كما زرت شرق العوينات عندما بدأت الايدي تمتد إليها بالزراعة.. ورجال القوات المسلحة يحفرون في الصخر لاستخراج مياه الابار.. ويزرعون الآلاف الولي من الافدنة .. اما الان فقد وصل ما تم استصلاحه وزراعته 04 ألف فدان وستصل المساحة الي 001 ألف في ثلاث سنوات غير المساحات التي تزرعها وزارة الزراعة والمستثمرون. اما حلايب وشلاتين وأبو رماد فقد زرتهم في منتصف التسعينات وشاهدت الاكواخ الخشبية.. والظلام الدامس.. وعدم وجود مدارس او مياه نقية أو أي رابط يربط السكان بالحياة خارج حدود الصحراء التي يعيشون بها.. ومنذ شهر تقريبا زرتهم مرة اخري.. وشاهدت حياة لاتختلف كثيرا عما تعيشه باقي المدن وعواصم المحافظات.. فالكهرباء وأعمدة الانارة في كل مكان.. والارض مزروعة بالعمائر أو بالبيوت البدوية.. والمياه النقية متوافرة.. والمدارس بمختلف المستويات التعليمية موجودة.. وابناء الشلاتين وحلايب وابو رماد انتقلوا الي التحضر .. وأصبح من بينهم خريجو الجامعات.. ويتابعون الاحداث الداخلية والخارجية من خلال "الدش". هذا قليل من كثير علي ممايحدث علي ارض مصر والذي يحزنني ان نسبة كبيرة من ابنائها لم تشاهده لان رحلات المدارس أصبحت فقط للملاهي.. ومعسكرات الشباب في الاسكندرية والاماكن السياحية !.