»اليد اليمني لا تعرف ما تفعله اليد اليسري« هكذا وصف احد اعضاء حزب كاديما حال الحكومة الاسرائيلية الحالية في اشارة منه الي التناقضات الكبيرة بين اعضاء الحكومة في موقفهم من المفاوضات الفلسطينية ومن عملية السلام برمتها في الشرق الاوسط. ولكن عضو كاديما بمقولته هذه كان يبرر اتخاذ قرار جديد بالبدء في بناء 0012 وحدة سكنية استيطانية جديدة »0031 في القدسالشرقية و008 في الضفة الغربية« ولا يهمنا من هذه المقولة غير انها تعبر عن المراوغة الاسرائيلية، تتفق الحكومة علي اتخاذ القرار، وبعدها يلقي كل مسئول بها المسئولية علي الطرف الاخر. وهذا ايضا لا يهمنا ايا كان من اتخذ القرار وايا كانت الحكومة وافقت عليه ام لا. ولكن ما يهمنا هوالمواقف المتخاذلة الدائمة من الولاياتالمتحدة تجاه هذه الحكومة المتطرقة.. فهي اولا واخيرا مسئولة عما يدور في دولة اسرائيل او ما تتخذه من قرارات. فأمريكا تتعامل مع اسرائيل وتجر وراءها اوروبا مثل التعامل مع طفل اهوج مدلل.. هذا هوالتعامل من كل الادارات الامريكية مع كل الحكومات الاسرائيلية منذ اعلان قيام هذا الكيان الشيطاني في 51 مايو 8491.. اذا اخطأ هذا الطفل المدلل لا يستطيع والده عقابه، لان الطفل سوف يزداد عناده ويكسر ويهدم ما يواجهه ولا يجد الاب المسكين وسيلة لاقناع الطفل غير مزيد من التدليل فالمهم ان يبدو الاب وكأن له كلمة او قادر علي اقناع »وليس تأديب هذا المدلل« ويترتب علي هذا التدليل المزيد من الاخطاء والعناد حتي تحدث الكارثة. وبوادر الكارثة تبدو في الافق مع وصول محاولات استئناف المفاوضات التي توقفت الي طريق مسدود. تهب العاصفة، وتشتعل نيران الارهاب والقتال، ولن تسلم المنطقة بما فيها اسرائيل نفسها التي ستكون اول المضارين من العنف الذي سيوجه لها وللفلسطينيين العذر حينذاك في رفع يد البندقية بدلا من غصن الزيتون. فهم شعب عربي لن يقبل بالمهانة اكثر من ذلك ولن يستمر ابد الدهر تحت الاحتلال. وسيف العرب اجمعهم شعبا وحكومات دعما للفلسطينيين وحفاظا علي كل الحقوق العربية واستعادة كل الاراضي المحتلة. فكل الدلع والدلال الامريكي يواجهه العنف والجبروت والصلف الاسرائيلي، حتي مع امريكا نفسها التي مرمطت اسرائيل انفها في التراب. منذ اطلق الرئيس اوباما دعوته للتوصل لحل دائم للمشكلة الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين »وليس المهم التوقيت«.. ولكن المهم ماذا حقق اوباما بعد مضي عام ونصف العام من تعيين مبعوث له في الشرق الاوسط بعد ايام من قسم اوباما اليمين. استمر جورج ميتشيل عاما كاملا في جولات مكوكية ما بين القدسالغربية ورام الله، وما بينهما بعض العواصم العربية، ولم يستطع ان يحلحل اسرائيل خطوة واحدة، وفشل ميتشيل فشلا ذريعا، الا من اتفاق أعرج بوقف الاستيطان عشرة شهور، رغم أن إسرائيل استمرت في الاستيطان دون الاعلان عنه. وتحولت امريكا للضغط علي الفلسطينيين الذين قبلوا بمفاوضات مباشرة. ولا لوم علي الفلسطينيين ولكن اللوم علي امريكا الاب الضعيف الذي يتلقي الصفعات ويبتلع الغصة في حلقه.. منذ عام بينما جو بايدن في اسرائيل، ويتم الاعلان عن البدء في مستوطنات جديدة قبل ساعات من عشائه مع نتنياهو. وسط نداءات امريكا والعالم كله بوقف الاستيطان.. وخلال زيارة ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي لواشنطن منذ شهر، تعلن اسرائيل عن توسعات جديدة بالقدسالشرقية.. ويوجه نتنياهو اللطمة الثالثة بإعلان الوحدات الاستيطانية الجديدة بعد ساعات من لقائه ايضا مع جو بايدن في واشنطن.. وفي وقاحة معهودة يعلن انا لا اعلم من اتخذ القرار.. ولكن لا احد في العالم يستطيع ان يوقفنا عن فعل ما نشاء. وفي مقابل كل ذلك.. ماذا فعلت امريكا الاب الضعيف مع طفلها المدلل اسرائيل، لا شيء غير الاسف بالكلام.. والتدليل بالفعل، بحزمة جديدة من الاغراءات لمجرد ان توافق اسرائيل علي وقف الاستيطان لمدة شهرين، اسلحة متطورة، عدم وقف العمل في المشاريع الاستيطانية التي بدأت استخدام حق الفيتو اذا ذهب العرب الي مجلس الامن لعرض القضية الفلسطينية.. وغيرها الكثير والكثير ورغم ذلك ترفض إسرائيل.. فأي تدليل هذا.. وأي وصاية امريكية هذه علي القضية..!