كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اول من غسل الكعبة المشرفة وذلك يوم فتح مكة فبعد ان حطم الاصنام وأزال عنها معالم الشرك امر بغسلها ثم صار غسل الكعبة المعظمة بعد ذلك عادة تجري وسنة تتبع اما غسل الكعبة في العصر الحاضر فهو يجري في العام مرتين مرة قبل الحج ومرة بعد سفر الحجاج من مكة، وغالباً ما يكون الغسل في المرة الأولي في أواخر شهر ذي القعدة، وربما كان في أول ذي الحجة من كل سنة، والمرة الثانية غالباً ما يكون غسل الكعبة في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ففي صباح اليوم المقرر لغسل الكعبة المباركة يأتي رئيس سدنة الكعبة الي الحطيم بعد شروق الشمس مباشرة ومعه السدنة فيفتح باب الكعبة ثم يأتي اتباع السدنة بغلال فيها ماء الورد، قوارير فيها عطر الورد وبالمباخر والعنبر، والعودة لغسل الكعبة المعظمة. وقد جرت العادة علي ان يدعو رئيس السدنة ولاة الأمر من ملوك أو أمراء أو ولاة، ووزراء الدولة، والقاضي، ورؤساء الدوائر الي غسل الكعبة، وقبل حضورهم تكون كل مواد الغسل جاهزة ومعدة للاستخدام، وتحضر مديرية الأوقاف عادة المكانس، ويحضر شيخ الزمازمة الموكلين بسقاية الحاج اوعية مملوءة بماء زمزم الي الكعبة فيتسلمها منهم السدنة واتباعهم ويدخلونها الكعبة المعظمة. وبعد استكمال كل ذلك بداخل الكعبة المعظمة يحضر المدعوون لغسل الكعبة بداخل الكعبة ويأخذ كل واحد منهم ازاراً فيرتديه ثم يحمل المكنسة ويباشر الجميع غسل الكعبة بماد زمزم مضافاً اليه ماء الورد، ثم بعد اتمام غسل ارض الكعبة وبعض اطراف جدارها السفلي يباشر مسح جدارها الي ارتفاع قامة الانسان بماء الورد اولاً ثم يطيبوها بعطر الورد، ويوضع ذلك في طاسات من معدن ابيض او بلور ثم يضعون العنبر، والعودة في مباخر بديعة فاخرة وتبخر بها عموم اطراف الكعبة وجميع جوانبها بعد تجفيف ارضها بالاسفنج. أميرة محمد السخاوي منيل الروضة القاهرة