يتقدم العالم الغربي لانه يقدم مبدأ"ماذا تعرف" علي " من تعرف" ؟ توقفت طويلا امام هذه الفكرة حين قرأت احصائية مبالغا فيها لمنظمة الشفافية الدولية أشارت فيها الي ان70٪ من الوظائف الحكومية في مصر تتم عن طريق الواسطة والمحسوبية ، مبالغ فيها لان الحكومة قد توقفت عن الالتزام بتعيين الخريجين منذ فترة طويلة، ربما يقصد التقرير بعض البنوك والمؤسسات الخاصة دون المؤسسات متعددة الجنسيات التي تضع شرط "ماذا تعرف" كأساس المفاضلة عند التعيين. اما بعض الشركات فتري ان الاهم " من تعرف" . ان تكون قريبا لمسئول او جارا له تحمل منه كارتا او تتشارك مصالح من تعرف او تتقاطع مع مصالح هذا المسئول او ذاك، خير من ان تحمل الكثير من المهارات والقدرات والكفاءات والشهادات، فكل هذه الاخيرة ما لم تكن ممهورة ومدعومة ومسنودة من مسئول، فمن الافضل ان تبلها وتشرب ميتها، وقد تكون لا تملك اي شيء مما تقدم (لا مهارات ولا قدرات ولا كفاءات وحتي الشهادات تكون اجنبية مضروبة) لكن تملك ما هو اهم:"يا بخت من كان النئيب خاله". لهذا يتملك الاحباط الموهوبين فقد جنت عليهم كفاءتهم واصبحت نقمة لا نعمة .عكس الحال في جميع دول العالم الاول وكثير من بلاد العالم الثاني دون ان تقترب او حتي تمر علي دول عالمنا الثالث الذي يقبع في وهدة تخلف مروع حيث لا يلقي بالا للاكفاء الذين أخذوا باسباب العلم وتعلقوا بها، ولم يتعلقوا برقبة قريب او حسيب او نسيب. لكل ذلك يهاجر الشباب الي الخارج اما في هجرة شرعية من خلال منحة للتعلم في اوروبا او كندا او امريكا وهو ما يمكن الحصول عليه من خلال النبوغ الدراسي الذي تثبته امتحانات التقدم لتلك المنح والتي لا يعرف فيها احد احدا، اي تنتفي تماما الواسطة، و يكون معيار الكفاءة هو الوحيد للاختيار،فهناك لا يتعاملون مع كروت ابناء المسئولين او اقاربهم ولكن مع عقول يحتاجون الي افكارها وابداعاتها حتي يحققوا المزيد من التقدم، في حين يخسر مجتمعنا كل هذه العقول .ونكتفي بالولولة علي نزيف الادمغة الذي نتحدث عنه كثيرا دون ان نفتح طاقة امل واحدة امام خريجينا الموهوبين لنثبت بالدليل ان الاولوية لهم، لا لاولاد المحاسيب، ولنؤكد لهم انه لا خير فينا اذا لم نفعل ذلك ولا خير فيهم ما لم يصروا علي الحصول علي حقوقهم. والنوع الاخر للهروب من الاحباط هو الهجرة غير الشرعية في مراكب بالية والنتيجة معروفة :الموت غرقا. ما العمل؟ هل تظل قاعدة" من تعرف" أزلية ومتسيدة علي" ماذا تعرف" وهل يكون الحل في الفصل بين طالب الوظيفة والمتقدم لها، كما يحاول الدكتور احمد درويش وزير التنمية الادارية بحيث يتم ذلك من خلال مسابقة او امتحان يقوم الكومبيوتر باجرائه للمتقدمين؟ ام ان هذا الكومبيوتر نفسه سيتم"تضبيط" برنامجه ليختار المحظوظين؟ خير البر عاجله: * أتمني علي صحفنا أن تتوقف عن موضوعاتها المستفزة التي تجتر فيها قضايا صحية قديمة مع كل عيد اضحي ، حيث يجري التركيز في تلك الموضوعات علي خطورة الاكثار من إلتهام لحمة العيد، فقد ولي هذا الزمان، حتي المستورون من الطبقة الوسطي قللوا من أكلها، لا- لا سمح الله- لانها مضرة علي المعدة بل لضررها علي الجيب.نرجو التركيز علي مخاطر الاقلال من تناول البروتين الحيواني.فلم يعد الجيب قادرا علي شراء اللحم الا بالجرامات لا الكيلوات.