عملية السلام في مأزق الآن.. نعم في مأزق والأخطر، اذا ضاعت الفرصة الحالية لايعرف أحد متي يمكن احياؤها مرة أخري.. اسرائيل في موقف المتطرف المصر علي سلام علي هواه، يضيع حقوق الفلسطينيين والعرب ويفرض واقع احتلال رسميا جديدا وباتفاق مكتوب.. والفلسطينيون في حالة تشرذم وأزمة لم تشهدها القضية الفلسطينية منذ قيام الدولة الاسرائيلية. تفرغ كل فريق منهم، لمعركة من ينتصر علي الآخر. ومن خلف كل فصيل من يدعمه، دول تلعب بأوراق القضية لتحقيق اغراضها ومصالحها، وأمريكا في موقف ضعف، لاهي قادرة علي اقناع اسرائيل بمنطق الحق والعدل، ولاقادرة علي اتخاذ اجراء يعدل ميزان المفاوضات المتوقفة. وازداد امرها ضعفا الآن بعد فوز الجمهوريين في انتخابات الكونجرس. والعرب حالهم لايحتاج الي تعليق وليس فيه جديد.. والخيارات امامهم محدودة، مهما كان شططها ففي النهاية الكفاح المسلح غير مطروح. وأمام هذه الحالة لاتستطيع مصر الوقوف موقف المتفرج، او البحث عن حل بالتصريحات الصحفية او اللقاءات التليفزيونية، او الشجب والتنديد، هل سمعنا او رأينا احدا من الدول العربية فعل غير ذلك؟!.. علي مدي الايام الماضية ومنذ توقف المفاوضات من 62 سبتمبر الماضي لم تهدأ الدبلوماسية المصرية من العمل الجاد بحثا عن حل للمأزق الحالي.. وفي هذا الاطار جاءت الزيارة الهامة التي قام بها وزير الخارجية احمد ابو الغيط والوزير عمر سليمان الي واشنطن.. بحثا عن تفاهم محدد لاستئناف المفاوضات والتزام اسرائيل بوقف الاستيطان وتجميد كل الاعمال التي بدأت فيها بعد 62 سبتمبر. أو وضع الادارة الامريكية امام مسئوليتها التاريخية وتأييد الموقف العربي الداعم للخيارات الفلسطينية، ومن أهمها اللجوء الي مجلس الامن واعلان قيام الدولة الفلسطينية رسميا كدولة عضو بالامم المتحدة موجودة علي ارضها المحتلة. وهو قرار ينتقل بالعمل السياسي للتوصل الي اتفاق سلام الي مستوي عال من التقدم، يقوي الفلسطينيين امام الاسرائيليين كدولة محتلة واسرائيل دولة احتلال. الايام القادمة سوف تحدد ملامح التوصل الي موقف بعد زيارة الوفد المصري ومباحثاته مع المسئولين الامريكيين. وبعد ان قدمت لجنة المتابعة العربية مهلة شهر لاتاحة الفرصة للجانب الامريكي للوصول الي تفاهم مع الحكومة الاسرائيلية. وهي المهلة المتوقع مدها لشهر آخر، نظرا لانشغال الادارة الامريكية بانتخابات الكونجرس خلال الاسابيع الثلاثة الماضية وسوف تضع مصر نتائج اتصالاتها خلال الفترة الماضية علي جميع الاطراف الاسرائيلية والامريكية والدولية امام لجنة المتابعة العربية عقب عيد الاضحي كما يقدم الجانب الفلسطيني تقييمه للموقف لاتخاذ القرار المناسب.