كنت أتمني في عيدك أن أخبرك بأن أرضك صارت نماء. كنت أرجو من الله بعد جراح ودمار الأعداء لترابك الغالي أن يري أهلك الخَضَار من كل جانب فإذا بالدم يخضب ترابك. كنت أظن بعد عودتك لأحضان الوطن وبعد عذابات السنين أنك ستكونين كما قال سيدنا يوسف للملك: »اجعلني علي خزائن الأرض« فإذا بالآمال تنتكس في فقر وبطالة وقلة إنتاج. ثقل الكلام علي لساني ماذا أقول للأرض الطيبة التي شهدت منذ فجر التاريخ حروبا كثيرة وسالت عليها دماء أبنائها وانتظرت بعد عودتها أن تجد الأيدي التي تشد من أزرها وتضعها في مصاف الدول المتقدمة خاصة وأنها تملك الكثير والكثير من مقومات الحياة الزراعية والصناعية واليدوية والسياحية ولكن..! قبل الثورة كنا نرجو ونردد في أغانينا وكلماتنا ونداءاتنا للمسئولين بأن سيناء أرض الخير ونحثهم بأن يشكلوا مجلس وزراء مصغر لرعايتها واستكشاف ما بها من كنوز شتي تثري الحياة.. خاب ظننا. بعد ثورة يناير زاد الأمل الذي رجوناه طويلا واعتقدنا اننا وضعنا أيدينا علي خاتم سيناء وأنها ستفتح لنا ذراعيها بكل حب وصفاء وتخرج لنا من أرضها ما يسد رمق المواطنين وتحقق لنا فائضا يعوضها ويعوضنا عن سنين العذاب. أخشي أنني بعد مرور 13 سنة من عودة الأرض الطيبة لأهلها أن أردد نفس الأحلام وخيبة الآمال من تحقيقها.. وكأنني أقدم كلمات رثاء وعدم عرفان بجميل هذه الأرض علي أهلها. سيناء اليوم ليست محاصرة ببني إسرائيل الذين سلبوا مقدراتها ودنسوا أرضها ولكنها للأسف محاصرة أيضا بعناصر تسمي نفسها جهادية تطلق النيران والصواريخ علي حماتها من أبناء الوطن سواء من الشرطة أو الجيش. ما تمر فترة قصيرة من الزمن إلا ونقرأ عن سقوط ضحايا وجرحي سواء في مهاجمة أكمنة الحماية أو اشتباكات دامية بين أهل سيناء وعناصر متطرفة. إسرائيل تسهم بجانب كبير في إشعال سيناء من الداخل وتقدم دعما لوجيستيا لبعض العناصر المتطرفة والمأجورة حتي تطلق النيران عليها لتحتج لدي مجلس الأمن بأن قوات حفظ السلام ليست كافية لحفظ الأمن في سيناء وان الإرهاب الذي تمثل في تنظيم القاعدة في ترويع دول العالم يسكن في أرض سيناء وبالتالي لابد من الحماية الدولية ولربما طلبت ذلك قريبا بأن تتحرك قوات حلف الاطلنطي لفرض الوصاية علي سيناء تحت زعم ان التطرف يهدد السلم والأمن الدوليين الذي تمثله إسرائيل!! سيناء اسم جميل ولكن جرحها غائر عبر الزمان وتفتقد لمسة الخير وينبوع الحب الذي أُغلق لأجل غير مسمي والاسم انها عادت للوطن منذ 13 سنة.