ليس هناك كذبة أكبر من كذبة »الشعارات الدينية« التي صنعها حفنة من حثالة مفكري اليسار ونشروها واذعواها وطبلوا لها ثم كان لهم أن عقدوا صفقة مع نظام مبارك لتعديل قانون الانتخابات مقابل تمرير التعديلات الدستورية وكان مهندس هذه العملية هو زعيم حزب يساري سابق، من أجل ابعاد الإخوان المسلمين والاتجاهات الاسلامية من جهة أخري ولم يكن هناك من شعارات توصم بأنها دينية سوي شعار »الاسلام هو الحل« الذي رفعته جماعة الإخوان في انتخابات مجلس الشعب منذ 4891. أما الكذب والتلفيق وإلباس الحق بالباطل فهو ان الاسلام ليس له أي شعارات أو طقوس وطلاسم، قد تكون في اليهودية والمسيحية الشمعدان والصليب أما في الاسلام فقد اخترع البعض الهلال بعد أن تعايش المسلمون مع الأقباط والنصاري ولكن ليس لهذا الهلال أي قداسة مثل الصليب ولا أي صلات حتي لو كانت ببداية الشهور العربية ففي القرآن الكريم »يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج.. فالأهلة مواقيت لجميع الناس وللحج بالنسبة للمسلمين ورغم ذلك فقد اتخذ الحزب الوطني لمبارك شعار الهلال أو رمز الهلال لناخبيه ثم وجدنا لجنة الانتخابات في برلمان الثورة تستبعد الهلال من الرموز تحت دعوي أنه رمز ديني ولا نعرف أي دين هذا فالاسلام معروف فرائضه من صلاة وزكاة وحج وصوم وشهادة أن لا إله إلا الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس للهلال أي نقيضة للمسلم ولا زيادة في الحسني اذا استخدمه لا في القرآن ولا السنة النبوية ولا قول الفقهاء محدثيهم أو سالفيهم ومع ذلك فان استبعاد هذا الرمز ليس الا فذلكة لارضاء قوم كذبوا فوجدنا من يساندهم نفاقا وليس عدلا أو انصافا. أما »الاسلام هو الحل« فهو أيضا ليس الا شعارا سياسيا، أي شعارا يعبر عن رؤية سياسية وبرنامج سياسي ومكون من مبتدأ وخبر في كلمة الاسلام، أي اختصار لتصورات اقتصادية وسياسية واجتماعية وايديولوجية تستند الي الاسلام كحضارة وثقافة وليس كطقوس »غير موجودة في الاسلام« أو فرائض أو عبادات هي أساس الاسلام كدين، بمعني انه لو كان الاسلام هو الحل ذا مغزي ديني فان المفترض مطالبة الشعب بالالتزام بفروض الصلاة والصوم والحج والزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي أمور ترجع الي الافراد في الاسلام كثقافة وحضارة ومرجعية فهي توجهات لتنظيم المجتمع والاقتصاد والدولة والعلاقات وفقا لمرجعيات حضارية اسلامية وهي مرجعيات غير مغلقة أي منفتحة علي ما حولها بدليل ان المسلمين لما وجدوا الاقباط يقدسون الصليب وله معاني ودلالات ايمانية لديهم اتخذوا »الهلال« كمقابل وكذلك الزي الخاص بالأزهر الذي هو زي متوارث ويكاد يتشابه مع ازياء القساوسة والأحبار في مسألة التوارث جيلا عن جيل بغير ان يكون له أساس في الدين الاسلامي لكنه مرتبط بدلالة وعلاقة علي انتماء صاحبه الي المدرسة الأزهرية المصرية وبذلك اصبح هذا الزي له علاقة ودلالة اجتماعية لفئة المنتسبين الي الجامعة الأزهرية وليس فرضا أو واجبا دينيا ومع ذلك فان هناك شيوخا وأساتذة لهم باع كبير في الفكر الاسلامي لم يلتزموا بهذا الزي رغم انتسابهم لجامعة الأزهر بدون أن ينقص ذلك من ايمانهم والتزامهم الديني ولو حتي اختفي الزي الأزهري بعد مئات السنين فالاسلام كحضارة وثقافة منفتح علي العالم منذ بدأ انتشاره في العصور والوسطي أما الفرائض والشروط الدينية فهي محددة ومعروفة منذ الدعوة الاسلامية في العهد النبوي ولا تبديل فيها وليس للحاكم ان يجبر احدا عليها واستخدام الآيات القرآنية والاحاديث النبوية وكذلك الشعر والمأثورات والحكم وهي جزء من الثقافة والحضارة الاسلامية ويستخدمها الخطباء في المساجد أو قادة الجيش عند الحرب والقتال وأيضا عند الصلح، والمعاهدات والدعوة الي تنحيتها في الانتخابات هو عدوان علي ثقافة وموروث وتاريخ شعب لصالح فئة موتورة حاقدة لكن استخدام هذه الشعارات والموروثات في دعوة الي العنف أو الكراهية ضد الآخر سواء كان شيعة أو اقباطا أو صوفية فهذا نرجع فيه ليس الي الآيات أو الاحاديث ولكن لتجريم الناتج وهو العنف والكراهية والحقد ضد الآخر أيا كان فالعنصرية والدموية والعنف مجرمة سواء كانت مغطاة برداء ديني أو أي رداء آخر فالأصل هو رفض هذه الدعوات بأي أساليب أو أدوات أو صيغ.