كان الموعد بلا ترتيب مع كتابين من التراث الاسلامي والمسيحي الأول كتاب" البداية والنهاية " للإمام ابن كثير والثاني كتاب " بستان الرهبان " ، ووجدت فيما أقرأ رسائل قيمة أوجهها لكل راهب وقس من اخوتي في بر مصر ، وكان من العدل أن أجد في الكتاب الثاني رسائل أخري الي الشيوخ والمستشيخين من أهل بلدي ! أبدأ رسالتي بالشيوخ وأذكرهم بقول الرسول الكريم : "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم علي بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوي هاهنا -ويشير إلي صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه ".. وصدق صلي الله عليه وسلم . وأقول لهم من كتاب البداية والنهاية أنهم قد سمعوا الامام أحمد بن حنبل يقول : إن أحببت أن يدوم الله لك علي ما تحب فدم له علي ما يحب . وأن الامام كان يحب التقليل من الدنيا لأجل خفة الحساب ، وادعوكم بدوري أيها الشيوخ أن تقللوا من حب دنياكم أحبكم الله !!! وأصل هنا إلي رسالتي للقس والراهب من »بستان الرهبان« ومن الصفحات الأولي له مع نصيحة القديس أنطونيوس لكل راهب .. " كما ان السمك اذا خرج من الماء يموت.. كذلك الراهب اذا خرج من قلايته.. يموت خوف الله من قلبه " ومفادها أن الزم قلايتك ، وأسوق لكل قس هذه الحكاية وفيها ان إخوة جاءوا إلي القديس وقالوا له: قل لنا كيف نخلص؟ فقال: هل سمِعتم ما يقوله الرب.. من لطمك علي خدِك الأيمن حوِّل له الأيسر.. فقالوا له: ما نطيق ذلك. قال: إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا علي اللطمةِ الواحدة.. فقالوا له: ولا هذه نستطيع. فقال: إن لم تستطيعوا فلا تجازوا من يظلمكم. فقالوا: ولا هذا نستطيع. فما كان من القديس أنطونيوس إلا أن دعا تلميذه وقال له: "أحضر مائدة للطعام ثم اِصرِفهم لأنهم مرضي. إن هذا لا يطيقون، وذلك لا يستطيعون، ووصايا الرب لا يريدون، فماذا أصنع لهم؟! أرجو أن تصل رسالتي للقس والشيخ ولكم أيضا وكم أتمني لو تقرأوا الكتابين ولو علي عجل مثلي !