أدلي الناخبون في فنزويلا أمس بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس الراحل هوجو تشافيز الذي توفي متأثرا بمرض السرطان الشهر الماضي. وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها نحو 14 ألفا منتشرة في جميع أنحاء البلاد أبوابها أمام مايقرب من 19 مليون ناخب وسط إجراءات أمنية مشددة يشرف عليها أكثر من 150 ألف عنصر من قوات الأمن كما أتيح التصويت الإلكتروني في جميع المراكز ومن المتوقع أن تظهر النتائج بعد 3 ساعات من انتهاء التصويت في الانتخابات التي يتنافس فيها 7 مرشحين لكن المنافسة الحقيقية تنحصر بين الرئيس المؤقت نيكولاس مادورو الذي قام أنصاره بعزف الموسيقي العسكرية قبل فجر الأمس لإيقاظ السكان وحثهم علي التصويت وزعيم المعارضة هنريك كابريليس. وتمثل الانتخابات اختبارا "للثورة الاشتراكية" التي قادها تشافيز علي مدار 14 عاما ليختار الناخبون ما بين استكمال سياسات الثورة علي أيدي مادورو الذي اختاره تشافيز لخلافته أو تسليم السلطة لمنافسه كابريليس الذي تعهد باجراء تغييرات مشجعة لقطاع الأعمال. من جانبه قال مادورو (50 عاما) "سنحقق فوزا عملاقا وكلما زاد الفارق ازدادت البلاد هدوءا". وأضاف"لو كان الفارق بسيطا فلن يكون ذلك إلا لأن المعارضة نجحت في إرباك مجموعة من الفنزويليين." أما كابريليس (40 عاما) فيري أن الدعم الذي يتلقاه زاد بما يكفي لجعله يحقق فوزا مفاجئا لأن الفنزويليين أصابهم الملل من السياسات "التشافيزية" المثيرة للانقسام. من جانبها تأمل الولاياتالمتحدة أن يتبني الرئيس القادم موقفا مغايرا في علاقته معها وهو الأمر الذي قد لا يتحقق في حال فوز مادورو الذي بدأ عصر ما بعد تشافيز بطرد دبلوماسيين أمريكيين. من جهة أخري تقدمت المعارضة بشكوي رسمية ضد الحكومة واتهمتها بانتهاك قانون الانتخابات والسماح باستمرار الحملة الانتخابية لمادورو بعد الموعد المخصص لذلك. كان مادورو قد ظهر في التلفزيون الرسمي عشية الانتخابات برفقة نجم الكرة الارجنتيني دييجو مارادونا الصديق الشخصي للرئيس الراحل خلال زيارتهما ضريح تشافيز لإحياء الذكري الحادية عشر لعودة تشافيز إلي السلطة بعد انقلاب دام يومين أيدته ضمنيا الولاياتالمتحدة. كما عرض التلفزيون مقابلة مع الرئيس بالوكالة تناول فيها تفاصيل انقلاب عام 2002.