9نظرا لحالة الغم التي أصابتني في الفترة الأخيرة مثلما أصابت ملايين المصريين بسبب الأحداث الجارية، والتي أدّت لانقسام المجتمع المصري إلي فرق وشيع وفصائل وأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون، فقد قررت أن أبعد تماما هذا الأسبوع عن تلك الأحداث. واخترت أن أكتب في موضوع مختلف ويتعلق بالحجاب .. فهل يمكن أن تؤدي دعوة للنساء غير المسلمات لتجربة غطاء الرأس لمدة يوم واحد إلي المزيد من التفهم والتسامح الديني؟ هذا ما حدث بالفعل عندما قامت مئات السيدات والفتيات غير المسلمات بارتداء غطاء الرأس كجزء من الاحتفال السنوي الأول لليوم العالمي للحجاب والذي جري تنظيمه في الخارج منذ عدة أسابيع، فقد تم توجيه الدعوة للسيدات والفتيات غير المسلمات وكذلك للمسلمات اللاتي لا يرتدين الحجاب في حوالي خمسين دولة حول العالم، وذلك لتجربة ارتداء الحجاب ليوم واحد فقط، كخطوة لتحقيق تفاهم أفضل .. وجري إطلاق الاحتفالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. كانت صاحبة الفكرة فتاة بنجلاديشية اسمها نظمة خان وهي تقيم في نيويورك منذ كانت طفلة في الحادية عشرة من عمرها وكانت الوحيدة التي ترتدي حجابا في المدرسة .. تقول نظمة إن نشأتها في حي برونكس بمدينة نيويورك جعلتها تعرف لأول مرة في حياتها معني التفرقة والتمييز في المعاملة بسبب حجابها .. ففي مرحلة الدراسة المتوسطة كان زملاؤها يطلقون عليها اسم " بات مان " و" نينجا "، وعندما انتقلت إلي الجامعة وكان ذلك عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانوا يطلقون عليها اسم اسامة بن لادن .. الأمر الذي جعلها تفكر في تنظيم تلك الاحتفالية، ولم تكن تتصور أن دعوتها ستجد الدعم والتأييد من كل أنحاء العالم، وتؤكد خان أن الناس تواصلوا معها من عشرات البلدان كفرنسا وبريطانيا واستراليا والهند وألمانيا وباكستان وغيرها .. من خلال شبكة التواصل الاجتماعي، فقالت جيسي روديس (فتاة نرويجية) : لأني لست ماهرة في ارتداء الحجاب كانت محاولتي لارتدائه في البداية مكونا من قطعة واحدة وضعتها فوق رأسي فحسب ولكني اكتشفت وجود أساليب لا نهائية لارتداء الحجاب والكثير من الخيارات .. قالت جيسي أيضا إنه ليس بالضرورة أن تكون المرأة مسلمة لكي ترتدي الحجاب لأنه شيئا يتعلق بالحياء الفطري، ولذلك فقد قررت جيسي أن ترتدي الحجاب لمدة شهر كامل برغم قلقها المسبق من ردود الأفعال، ولكنها بعد ثمانية أيام من ارتدائه كتبت علي الفيس بوك إنها سعيدة للغاية وكم كانت دهشتها من مدي إيجابية ردود الأفعال .. أمّا استر ديل وهي سيدة أمريكية متزوجة وأم لثلاثة أطفال فتقول إنها بعد تجربة ارتداء الحجاب ليوم واحد فقد قررت أن تعاود التجربة بين الحين والآخر لأنها شعرت أن الحجاب يصون كرامتها أمام الناس .. بينما انتقدت لورين ستيف وهي طالبة جامعية فرنسية مختلف السيدات والفتيات المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب ولكنهن لا يلتزمن بشروطه حيث تميل ملابسهن وحجابهن عموما إلي التبرج المنهي عنه شرعا، الله يفتح عليكي يا لورين.