محاولة منهن لمواجهة الاسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام والمرأة المسلمة في الغرب, نظم عدد من الجمعيات الإسلامية في نيويورك, احتفالية تحت شعار اليوم العالمي للحجاب خلال مطلع الأسبوع الجاري. ولم تكن الفعاليات وقفا علي إطلاق الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحشد والمشاركة, وتنظيم الندوات والفعاليات وتعليق الملصقات في شوارع ومترو نيويورك, ولكنها تضمنت أيضا توجيه الدعوات للمسلمات في أوروبا وأكثر من نحو50 بلدا حول العالم لمناصرة الحجاب والتواصل بين المسلمات وأتباع الديانات السماوية الأخري. ونحن بدورنا نتساءل: هل يمكن أن تؤدي دعوة للنساء غير المسلمات لتجربة غطاء الرأس في اليوم العالمي للحجاب إلي المزيد من التسامح الديني والتفهم؟ ولكن هل تكفي هذه المبادرات لتصحيح صورة الإسلام في الغرب ومواجهة ظاهرة الإسلام فوبيا وما الذي يمكن أن تحققه مثل هذه المبادرات من نتائج ملموسة للتعايش بين الأديان وانخراط المرأة المسلمة في المجتمع الغربي الذي تعيش فيه ؟! نظمة خان منظمة اليوم العالمي للحجاب والتي تركت بلادها بنجلاديش إلي نيويورك وهي في الحادية عشرة من العمر, وكانت الوحيدة التي ترتدي حجابا في المدرسة, تقول: نشأتي في حي برونكس بمدينة نيويورك جعلتني أجرب معني التمييز في المعاملة بسبب حجابي, ففي مرحلة الدراسة المتوسطة كانوا يطلقون علي وصف بات مان ونينجا, وعندما انتقلت إلي الجامعة, وكان ذلك عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر, كانوا يطلقو علي اسم الإرهابي أسامة بن لادن, كان شيئا مريعا, وأتصور أننا يمكن أن ننهي هذه التفرقة إذا دعونا أخواتنا لتجربة الحجاب بأنفسهن. ولم تكن خان تتصور أن دعوتها ستجد الدعم والتأييد من كل أنحاء العالم, وتؤكد أن الناس تواصلوا معها من عشرات البلدان, بينها إنجلترا وأستراليا والهند وباكستان وفرنسا وألمانيا, وتمت ترجمة الدعوة الخاصة إلي22 لغة حول العالم. وتقول ان الهدف من تنظيم الاحتفال, الدفاع عن الحجاب الذي تحول الآن إلي رمز للتفرقة والاضطهاد, وغالبا ما يكون ظهوره دوما مرتبطا بجدل كبير حول الإسلام في الغرب, وأضافت عبر صفحة التواصل الاجتماعي قائلة: اليوم العالمي للحجاب تم إطلاقه لمواجهة مثل هذه الخلافات, فهو يشجع النساء غير المسلمات, أو حتي النساء المسلمات اللاتي لا يرتدينه, علي تجربة ارتداء الحجاب, كخطوة لتحقيق تفاهم أفضل. مبادرة طيبة.. ولكن لا تكفي ويري الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف أن مبادرة اليوم العالمي لارتداء الحجاب أو ما شابه من مبادرات لا مانع منها علي الإطلاق لتوضيح فكرة أن ارتداء الحجاب قضية تتصل بالعقيدة, وليس بالإرهاب او التطرف, ولكن قضية الإسلاموفوبيا تتطلب أكثر من ذلك, فنحن المسلمين مقصرون للغاية, فنترك عرض الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق وحضارة للقوي الصهيونية الحاقدة علي الإسلام, فأين نحن في هذا, ولماذا لا نتدخل لعرض صحيح الإسلام؟!, ولماذا لم نتعاون مع المنصفين في الغرب في شراء ساعات بث إذاعي وتليفزيوني في الفضائيات الأوروبية والغربية لعرض سماحة الإسلام ووسطيته, وأيضا عمل كتيبات مبسطة لشرح الإسلام وتوزيعها في السوق الأوروبي, وقبل كل ذلك يجب أن نكون نحن في بلادنا صورة جيدة للإسلام وقدوة حسنة وهذا ما لم يحقق حتي الآن. ويقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف أن المسلمين يجب أن يغتنموا كل وسيلة تدعو إلي الخير وتعين علي البر وتوضح الجوهر وتهدي إلي المقاصد والأهداف, فالدعوة التي يقوم بها منصفون لإعطاء الوجه الحقيقي لسماحة الإسلام ويسره وموضوعيته وواقعيته, وكل وسيلة تحقق النفع نؤيدها, ونعضدها ونتعاون علي إنجاحها لأنها من وسائل التعريف بصحيح الإسلام وبمعالم الدين الحق ويا حبذا لو أن المسلمين يبادلون هؤلاء نفس المشاعر من باب إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فماذا لو أن بعض المسلمين عملوا يوما لتكريم السيدة مريم العذراء عليه السلام, ماذا لو عملوا يوما للإخاء الديني ويوما للإخاء الإنساني, ومؤتمرا للسلام العالمي وندعوا إليه الرموز من الشريعتين اليهودية والمسيحية, ماذا لو أننا فعلنا مؤتمرا ومسيرات في عواصم هذه الدول يتقدمها علماء الأزهر الشريف بزيهم المعروف بلافتات تحمل الترجمات للنصوص الإسلام التي تدعو إلي السلام العالمي, علي سبيل المثال: ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون, وما أشبه هذا ليكون الود موصولا والتعاون ممدودا وبالتالي نتعاون ونتناصح لا أن نختلف ونتنافر, بهذه الوسائل وبالتعاون مع الأزهر الشريف والمراكز الثقافية بوزارة الخارجية نستطيع أن نفعل هذه المبادرات كعمل إيجابي لخدمة الإسلام ونفع المسلمين.