الإنسان علي مدي عمره يخوض العديد من التجارب سواء في العمل أو الحياة، تساعده في صقل قدراته وآرائه وحكمته.. ومن خلال تجربة العمر فإن الإنسان الذي يعيش دائما بالحب وحسن معاملة الآخرين يفوز بسعادة الدنيا في السفر 7 فوائد أبرزها الإطلاع علي حياة الآخرين والاحتكاك بمختلف الجنسيات وكيف يستمتعون بالحياة والعمل.. فاليابانيون والصينيون وشعوب جنوب شرق آسيا عقيدتهم هي العمل المتواصل وتحقيق الانجاز.. ونحن في مصر نحافظ علي صوم شهر رمضان الكريم ويتخذه البعض ذريعة للتكاسل عن العمل.. والصيام في مصر له مذاق خاص ولكن إذا كان في بلاد بعيدة عنا فإن الوضع يختلف.. وقد قدر لي ان أصوم أياما في شهر رمضان في الصين علي بعد آلاف الأميال.. وكان هاجسنا الأكبر هو مواعيد أذان المغرب والفجر وقد ساعدتنا السفارة المصرية في توفير هذه المواعيد.. ونظرا لاختلاف الطعام في الصين عنه في مصر.. فقد سعينا للحصول علي وجبات جافة مضمونة حتي نفطر عليها وأيضا في السحور.. وإمعانا في الدقة كنا ننتظر أكثر من 51 دقيقة بعد موعد الأذان حتي نفطر.. أما السحور فكان يتم في موعد مبكر عند منتصف الليل. والسوق الصيني فيه أسعار منخفضة جدا ولكنه للمنتجات المقلدة لكافة الماركات العالمية بمنتهي الدقة.. وفي نفس الوقت هناك أسواق أخري مرتفعة الثمن بل هناك أسعار تفوق أوروبا.. وللأسف فان المستورد المصري يركز علي استيراد المنتجات التي تسبب الاساءة للانتاج الصيني رغم ان الصناعة الصينية متقدمة جدا ولديهم منتجات لكبري الماركات العالمية وأيضا منتجات عالية التكنولوجيا وكان هناك اتفاق تم إبرامه مع الجانب الصيني علي منع تصدير المنتجات المغشوشة إلي مصر ولكن للأسف بعض المستوردين لا يلتزمون بهذا الاتفاق سواء من خلال التهريب أو الحصول علي شهادات منشأ مزورة وبالتالي تغزو هذه المنتجات السوق المصرية بأسعار رخيصة ولكنها لا تدوم مع الاستخدام ولا أعرف لماذا لا تحافظ دولة عظمي مثل الصين علي سمعة منتجاتها. عموما التجربة الصينية في التنمية والنهضة تستحق أن تطبق لدينا.. فكل مدينة في الصين يتولي المسئولون فيها تنفيذ خطة شاملة لجذب الاستثمارات وتوفير التسهيلات ويقاس نجاح المسئول بمدي قدرته علي جذب أكبر قدر من الاستثمارات إلي مدينته.. أما الفاشل فقد يصل عقابه إلي الإعدام. انقذوا أطفالنا لم يعد الشباب فقط هم الذين يغامرون بالسفر إلي إيطاليا ودول أوروبا جنوب المتوسط من خلال الهجرة غير الشرعية ولكن أيضا أطفالنا.. وفي تقرير نشرته مجلة المصور اشارت إلي ان اجمالي عدد القصر المصريين »الأطفال« المهاجرين إلي ايطاليا فقط من خلال الهجرة غير الشرعية يدور حول 7 آلاف طفل ومعظمهم لا يعرف عنهم شيء وبعضهم يعيش في دور رعاية للأطفال.. ورحلات الموت التي يقوم بها متعهدون مازالوا مستمرين حتي الآن يعاني فيها الشباب والأطفال أهوال البحر ومطاردات الأمن في الدول التي يتوجهون إليها.. أما الخطر الأكبر الذي يواجه الأطفال فهو استخدامهم كقطع غيار بشرية.. وهو أمر طبيعي لأطفال بدون مأوي وبدون عائل في بلد غريب.. وقد يكون ما يواجهه أطفال الشوارع في مصر أرحم رغم تزايد هذه الظاهرة التي استغلها السياسيون ببشاعة في مظاهر العنف في الميادين وإلقاء المولوتوف والحجارة مقابل الحصول علي الغذاء.. ان ظاهرة أطفال الشوارع ستكون سبة في جبين كل الأنظمة السابقة للثورة واللاحقة التي تهمل أطفالنا وتعرضهم لتلك الظروف القاسية وقد سعت بعض الجمعيات الأهلية للمساهمة في احتواء هؤلاء الأطفال ولكن قدرتها محدودة علي الاستيعاب والأزمة الكبري ان الأطفال يهربون من دور الرعاية الحكومية بسبب سوء المعاملة أو استغلالهم في السرقة والبلطجة اضافة إلي ضبط أكثر من توربيني يستغل الأطفال بالاغتصاب والقتل والتسول والسرقة. اننا قادرون علي القضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع ولكن هذا لن يتم إلا بعد استقرار المجتمع وحماية الاقتصاد من الانهيار وتشجيع إقامة المشروعات الجديدة للحد من ارتفاع معدلات البطالة وبالضروري ان يتم تنفيذ الاستراتيجيات القديمة التي وضعها المجلس القومي للطفولة والأمومة منذ سنوات طويلة لوضع حد لهذه الظاهرة ولكن جهود المجلس للأسف تصطدم بتقاعس باقي جهات الدولة عن المساعدة رغم اننا أعضاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تمنع الاساءة للأطفال وعدم تشغيلهم ومنع تسربهم من التعليم الالزامي وتوفير كل سبل الرعاية لهم. ان أطفالنا أمانة في أعناقنا وهم الاجيال القادمة التي تعتمد مصر علي سواعدها في البناء والتنمية. الفوز علي التحديات أثبت المصريون قدرتهم علي التحدي وتجاوز الأزمات ومثلما يحدث في كرة القدم بالتأكيد سوف يحدث في كل المجالات الأخري.. ففي غياب الدوري المحلي نجح لاعبو الأهلي في الفوز بكأس أبطال افريقيا وشاركوا في كأس العالم للأندية.. والمنتخب الوطني حصل علي نقاطه كاملة في تصفيات كأس العالم بمجموعته في قارة افريقيا واخيرا شباب مصر حققوا المستحيل وصعدوا لبطولة كأس العالم لكرة القدم في تركيا ثم انهوا مشوارهم بالحصول علي بطولة افريقيا للمرة الرابعة.. كل هذا يحدث في غياب البطولات المحلية حتي الدوري عندما استأنف نشاطه فهو دوري ضعيف لا يفرز النجوم المطلوبين للمشاركة في المنافسات القارية والدولية.. كل هذا لا شك يعكس معدن الشباب المصري الطموح الذي يتجاوز كل التحديات في غياب الاهتمام والرعاية الواجبة.. نفس الشيء تجده في ألعاب أخري مثل الجودو والكاراتيه والاسكواش وتنس الطاولة وغيرها من الألعاب الأوليمبية.. ان هذا النجاح ينسب للشباب أنفسهم والقائمين علي تدريبهم من أبناء مصر الأوفياء مثل حسام البدري وربيع ياسين وغيرهم من الأوفياء والمخلصين لبلدهم ووطنيتهم.. مقابل شباب آخر يدمر كل شيء.. يدمر ممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة ويتقاتل مع بعضه البعض دون وازع من ضمير.. إن هؤلاء الذين يدفعون الشباب لاراقة الدم والعنف المتبادل عليهم ان يرفعوا أيديهم عن الشباب.. اننا نفخر بكل ابنائنا ولكن البعض منهم جعلنا نعيش في حالة احباط وغيوم وضبابية. لعنة الفراعنة يبدو أننا مصابون بلعنة الفراعنة حتي الآن.. ففي الحضارات المصرية القديمة كانت كل أسرة فرعونية تسعي لاهالة التراب علي انجازات الأسرة التي سبقتها وظلت هذه اللعنة تطارد كل انجازات مصر عدا الأهرامات والمعابد الضخمة التي ظلت صامدة علي مر التاريخ وهناك معابد صغيرة تم تفكيكها وبناء منازل للمصريين بالحجارة الخاصة بها وهناك الكثير من الوقائع الثابتة حتي في المعابد والقلاع القديمة.. وفي العصر الحديث فان كل وزارة تأتي لمصر تريد أن تطبق افكارها وبالتالي ضاعت علي مصر فرص ذهبية للتقدم والرقي خاصة في عهد الرئيس المخلوع ومن الغريب انه بعد ثورة 52 يناير وبدلا من أن نحافظ علي الانجازات التي تحققت بأيدي المصريين سعينا لهدم كل شيء وإهالة التراب وكأن هذا منسوب للنظام السابق وليس للمصريين الذين اقاموا كل هذا بسواعدهم.. حتي الاحتياطي النقدي الذي تجاوز 03 مليار دولار ركنا إلي الكسل وعدم العمل والانتاج حتي تراجع الاحتياطي إلي 31 مليار دولار بسبب ما تواجهه السياحة من أزمة خطيرة اضافة إلي تراجع الصادرات وزيادة الواردات وهروب الاستثمارات.. كل هذا حدث بأيدينا للأسف ولا شك ان علينا ان نعظم الاستفادة من الانجازات التي تحققت ونسعي لزيادتها وإقامة انجازات جديدة ولا نهيل التراب علي كل ما تحقق قبل الثورة. مشروعات متوقفة ونحن نبحث عن استثمارات جديدة لم تفكر الحكومة في استغلال استثمارات قائمة مهملة.. والمثال علي ذلك شركة المدابغ النموذجية وقد اقيمت بجوار مجزر البساتين.. ومنذ سنوات طويلة توقفت الشركة عن العمل وتحولت إلي أطلال رغم تأهيلها بكل المقومات التي تجعل منها صناعة مهمة.. ويبدو ان مافيا المدابغ ساهمت في وقف هذه الاستثمارات الضخمة التي انفقتها الدولة علي اقامة الشركة وامدادها بكل المقومات الاساسية حتي ان الزحف العشوائي للمساكن بدأ يعتدي علي أراضي الشركة التي أصبحت بلا صاحب.. مطلوب فتح تحقيق شامل في هذا الاهمال والاهدار للمال العام.. ولماذا لا يتم بيع الشركة لعدد من كبار رجال الأعمال العاملين في مجال المدابغ حتي يمكن الاستفادة من هذه الاستثمارات.. وأين ذهب مجلس إدارة الشركة والعاملون فيها ولم نسمع لهم صوتا من سنوات طويلة. وفي إطار إهدار المال العام هناك العديد من المشروعات الحكومية المتوقفة ونحن في نفس الوقت نبحث عن ضخ استثمارات جديدة وننسي عشرات الملايين من الجنيهات التي تم ضخها في مشروعات توقفت تماما.. ونحتاج فقط اهتمام الحكومة لسرعة ضخ العمل فيها لكي تصبح مشروعات منتجة يعمل فيها الآلاف من أبناء الوطن..