قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه. قانون الاخلاق في الاسلام لا نظير له في تاريخ البشرية لان ما يميزه ان مشرعه هو الله الذي له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وتشريعاته.. لذا كان المسلم الحق من يخاف ربه ويحافظ علي حقوق خلقه فلا يؤذي أحداً بلسانه إلا اذا اقتضت المصلحة الشرعية كإقامة الحدود ومحاربة الاعداء.. ومظاهر الايذاء باللسان كثيرة من اهمها السخرية من الغير والتي عرفها العلماء بأنها الاستهانة والتحقير والتنبيه علي العيوب والنقائض علي وجه يضحك منه ويكون ذلك بالتمكين في القول والفعل والاشارة والايحاء مع العلم بأن الضحك والسخرية بين الناس من جملة الذنوب والكبائر التي حذر منها النبي صلي الله عليه وسلم والاديان الاخري لان اللسان هو العضو الوحيد الذي لا يمل ولا يتعب ابداً ولو تكلم الانسان طيلة اليوم ما شعر بتعب يجعله يطلب الراحة.. قال الحواريون لسيدنا عيسي عليه السلام »دلنا علي عمل ندخل به الجنة قال لا تنطقوا ابداً.. فقال لا نستطيع ذلك فقال: لا تنطقوا الا بخير. وقال العبادة عشرة أجزاء تسع منها في الصمت وجزء منها في الفرار من الناس« اما الصالحون فلهم أقوال كثيرة منها قول حاتم الأصم عندما سألوه عن قلة كلامه قال: اني لا احب ان اتكلم كلمة قبل ان أجد لها جوابها لله فإذا قال الله تعالي يوم القيامة لم قلت كذا؟ قلت يا رب لكذا. وقول يونس بن عبيد: ما صلح لسان أحد إلا صلح معه سائر عمله.. أقول ذلك بمناسبة تخصيص برامجه في الفضائيات للسخرية والتهكم من الآخرين عيانا بيانا تارة بالألفاظ واخري بالافعال والاشارات حتي ان الكلام خرج عن المباح وأصبح هناك كلام للكبار فقط انتزع منه لباس الحياء والعفة.. هناك فرق واضح بين السخرية والنقد فالنقد البناء لا حرج فيه لان هدفه الاصلاح والتنبيه علي الاخطاء والعيوب بل هذا مطلوبا. أما السخرية وكشف ستر الآخرين بدعوي السخرية والضحك والمزاح فهذا عيب لا يقره دين ولا عرف ولن نجني من ورائه الا مزيدا من القضايا في المحاكم والفرقة بين الناس بين مؤيد ومعارض وما خلقنا الله لمثل هذا إنما خلقنا لنعمل ونعمر الارض وتكون رابطة المودة هي حبل الوصال بيننا مهما اختلفت افكارنا وعقائدنا.. وصدق القائل »ان الكلام لفي الفؤاد« وإنما جعل اللسان علي الفؤاد دليلا.