استشاط بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي غضبا من قرارات القمة العربية في سرت وخاصة موقف القمة بشأن القدس.. قال نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي ان قرارات القمة لا تساعد علي تحقيق السلام.. بالطبع لانه كان يريد للقمة ان تجتمع لتصدر بيانات إدانة وشجب، بعيدة عن المضمون أو عن الموقف الحقيقي الفاعل لدعم صمود القدس.. وكان يتصور كما قال سابقا ان العرب ينددون ونحن فاعلون لما نشاء. وكان واهما ان القمة سوف تجتمع وتتركه يفعل ما يريد من قرارات واجراءات وعدوان علي القدس ومقدساتها، يصادر الاملاك ويهدم المنازل ويقيم المستوطنات، ويطرد السكان، ليوجد أمرا واقعا تمارسه اسرائيل منذ احتلال القدسالشرقية، باعتبارها عاصمة اسرائيل الموحدة، وان القدس وسكانها ليست مطروحة للتفاوض، بل هي ارض اسرائيلية وعاصمة للدولة، لا علاقة لها بفلسطين أو اراضيها المحتلة في الضفة وغزة.. ضاربا عرض الحائط بكل قرارات الاممالمتحدة في هذا الشأن وبالقانون الدولي وبقرارات اللجنة الرباعية الدولية وغيرها من المواثيق والمعاهدات. فإذا به يفاجأ في القمة بمواقف موحدة واجراءات محددة لدعم صمود القدس وافشال المخططات الاسرائيلية في تهويدها والعدوان عليها. وليس سرا ان مصر كانت وراء هذا الموقف الجماعي بل ووراء اطلاق مسمي قمة دعم صمود القدس.. وان تتضمن القرارات وثيقة خاصة بالقدس، ذات الاجراءات المحددة لدعم صمود المقدسيين وانقاذ القدس من عدوان الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، واصرت مصر خلال الاجتماع الوزاري للاعداد للقمة من وزراء الخارجية، ان تركز القمة علي ذلك وهذا يكفي لمواجهة الممارسات الاسرائيلية في القدس مؤخرا. ونجحت مصر في ذلك، وللاسف رغم محاولات بعض الوفود تمييع هذا الموقف، من باب ابداء رأي آخر أو عملا بمبدأ خالف تعرف، أو المخالفة في الرأي من باب اثبات الذات، حتي لو كان علي حساب المدينة ومقدساتها. ومن هنا كان قرار القادة العرب بزيادة دعم صندوقي الاقصي بمبلغ 005 مليون دولار، رغم انه مبلغ قليل في ظل الاعتمادات الاسرائيلية التي رصدت 41 مليار دولار لتهويد القدس علي مدار السنوات العشر القادمة! ولكن النجاح الحقيقي ثبات العرب علي مبدأ الدعم المادي.. وفي نفس الوقت انشاء مفوضية بالجامعة العربية معنية بشئون القدس ومتابعة الموقف بدقة، واتخاذ ما يمكن من اجراءات عاجلة، وعقد مؤتمر دولي بشأن القدس خلال الشهور القليلة القادمة، لتظل المدينة المقدسة في الضمير الحي للبشرية جمعاء.