الي متي تستمر دوائر العنف الدخيلة علينا ؟ تمر علينا الغزوات غزوة وراء الأخري وفي كل مرة نأمل ان تكون الأخيرة ونتمني ان يتم القبض علي الجناة والمحرضين،ونبتهل الي الله تعالي أن تحقن الدماء وأن يكف المصري عن قتل أخيه المصري . ..فحرب الشوارع بداية لتفكك أوصال الدولة وانهيار هيبتها طالما أن الشرطة تكتفي بدور المحايد وتترك الطرفين المتنازعين بالاسلحة دون تدخل منها لمنع الجريمة قبل وقوعها أو لابعاد الفريقين عن بعضهما فيسقط القتلي والجرحي الأبرياء ويصبح الانتصار للأقوي تسليحا والأكثر شراسة ، في كل تجمع أو مظاهرة يتم الاعلان عنها تبدأ سلميا ثم ينقض عليها البلطجية المأجورون ليحولوها الي مشهد دموي وملامح وجوههم تشي بأنهم ليسوا ثوارا ولا أصحاب قضية.. وبصرف النظر عما اذا كان الضحايا ينتمون لفريق سياسي معين فهم مصريون ولم نعهد في تاريخنا أن تقوم حرب عشوائية بين اشخاص لا يعرفون بعضهم بعضا وليس بينهم أي عداوة.. حتي في جرائم الثأر العنيفة التي تحدث بالصعيد أحيانا قد تكون مبررة بالموروث الثقافي لتلك المنطقة الذي نرفضه بالطبع.. لكن تكرار حرب الشوارع بهذا الشكل البشع وعدم مراعاة حرمة النساء واستخدام السحل والتعذيب والتنكيل بمن يقع في ايديهم ..وزيادة حجم العنف وتكراره يهدد بسقوط هيبة الدولة ..من أين جاءت تلك القسوة المفرطة والتشفي في ايذاء الآخرين؟ لا يمكن أن يكون جميعهم مرضي نفسيين يعانون من السادية ويستمتعون بتعذيب الآخرين حتي بالاشتباه في أنهم من الفريق المخالف في الرأي.. ما كل هذه الخشونة والالفاظ النابية والسلوكيات الوقحة التي بدأت في الانتشار في الشارع المصري دون أن ننتبه وكانها هجمة من هجمات الجراد الذي يهدد مستقبلنا .؟! ستظل كل هذه الأسئلة بدون اجابات شافية ما لم تؤد الشرطة واجبها بحياد دون انحياز لفئة دون الأخري وتركز جهودها في القبض علي عصابات البلطجة التي تعيث فسادا لحساب من يدفع لها ولابد من كشف المحرضين علي احداث العنف والمستفيدين منها للحد من تلك الغزوات الدامية لابد أن نقلق ونحن نري امتداد العنف الذي دمر الاقتصاد والسياحة وقضي علي احساس المواطنين بالامان .