القبض علي أحد الملتحين بتهمة التجارة في المخدرات خبر ساقه لي صديق عزيز وهو يضرب كفا علي كف، فتاجر المخدرات هذا كان يعمل مع هذا الصديق بل وصل به الأمر الي إعطاء دروس دينية في زاوية الصلاة في مكان العمل! هذه الحادثة لم تكن الأخيرة، فهناك من يتحايل علي الآخرين بإعفاء اللحي أو في النساء بارتداء النقاب، ناسين أن الله سبحانه وتعالي سوف يفضحهم في يوم ما، فهم يستغلون الدين لأغراض دنيئة تجلب عليهم أموالا طائلة ولكنها أموال مغموسة في الحرام تودي صاحبها في نار جهنم إن شاء الله وحرمانه من الحياة الطيبة التي وعد بها الله سبحانه لعباده المتقين. الاحتيال باسم الدين له أمثلة عديدة مثلا يقال ان من أسباب استقالة بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر هو قضايا فساد تتعلق باغتصاب اطفال من قبل بعض رجال الدين ونفس الاحتيال وقع مع بعض الحاخامات اليهود، وستظل هذه التجاوزات الأخلاقية مستمرة مادام هناك حياة، والحوادث المتعلقة بالمسلمين تأخذ دائما بعدا أقوي في مناخ يعادي الإسلاميين بمبرر وغير مبرر وهو ما يزيد من خطورة مثل هذه التجاوزات الفاسدة باسم الدين فهؤلاء يصدون عن الله ويسيئون للإسلام إساءة بالغة سيحاسبهم الله عليها إن شاء الله حسابا عسيرا سواء في الدنيا أو الآخرة، ولابد من تكرار فرضية هامة أنه لا أحد حجة علي الإسلام وأن الرجال يعرفون بالإسلام ولا يعرف الإسلام بالرجال، وهو ما يتطلب ضرورة محو جاهلية الكثير منا في شئون الدين الصحيح وأن هناك اساسيات في الدين علينا ممارستها بالفعل لا بالمظهر مثل الأخلاق الحسنة وحب الخير للغير ومعاملة الناس بمكارم الأخلاق - كل الناس بصرف النظر عن ديانتهم أو لونهم - ولا نعتمد فقط علي من يحفظ بعض الآيات القرآنية والأحاديث ليرددها بين الناس دون دلالة فعلية، فتجد في النساء والرجال أيضا من يتحدث كلاما جميلا ولكن لا يطبقه فهو لا يتورع عن التبرع بالأذي للآخرين ويفرح في مصائبهم ولديه كم عجيب من الحقد والحسد وكل هذا متواريا تحت اللحية أو الحجاب والنقاب وهو ما قادنا لإشكالية كبيرة واضحة هي الانفصال بين المظهر والجوهر، وهو ما انتج ازدياد بعد الكثير عن الدين وحجتهم أن الملتحين والمنتقبات يفعلون مالا يقولون! ولكل من يتلفح بسمت الدين كاذبا فإن الله سيفضحك علي الأشهاد فالأخ الذي تم القبض عليه لتجارة المخدرات ماذا سيقول لربه يوم القيامة خاصة انه يبيع حبوبا مصنعة تدمر الإنسان سريعا، ماذا سيقول لكل من وثق به يوما ما وهل فكر في أن كل ماسيفعله سيحدث يوما لأحبابه وأبنائه، هؤلاء في تحالف مع الشيطان ينسيهم أنفسهم ولكن الله مطلع علي مثل هذه الفظائع. ديننا الإسلامي يتعرض لهجمة شرسة من الخارج والداخل وهؤلاء الأفاقون الذين يرتكبون كل الموبقات تحت ستار الدين يعطون لكل كاره لديننا الذريعة وبدلا من أن نكون جميعا دعاة خير كما علمنا ربنا يتحول الكثير منا الي دعاة شر وهدم في الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل.. الدين المعاملة والأخلاق وهما مايجني المرء منهما سعادة الدارين الدنيا والآخرة، وكفانا إساءة لديننا بهدف جني مكاسب زائلة لا محالة، المناصب والأموال كلاهما زائل إما بالموت أو التغيير، وربنا سبحانه وحده هو المعز المذل، فلنعد الي جوهر ديننا حتي تنصلح أحوالنا وكفانا كل الأيام الصعبة التي نعيشها، ولنتذكر جميعا قول الرسول [ "كما تدين تدان" وكل عمل سواء صالح أو طالح سيعود علينا حتما، هكذا حكمة ربنا سبحانه وعدله ويكفي ان نقرأ هذا الحديث لنعرف عاقبة الاحتيال بالدين وهو في صحيح مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله [ أن الله تبارك وتعالي إذا كان يوم القيامة ينزل إلي العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالي للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت علي رسولي [ قال بلي يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالي له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتي بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتي لم أدعك تحتاج إلي أحد قال بلي يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتي بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتي قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله [ ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.