بعد فشل ثلاثة اقتراعات، توصل 115 كردينالا اجتمعوا في جلسة سرية تحت جداريات مايكل انجلو داخل كنيسة السيستين ،لاختيار البابا الجديد، مع ظهور الدخان الأبيض من المدخنة رفعت الاعلام في ايدي الحشود المنتظرة بساحة القديس بطرس علي وقع قرع الاجراس، رددت الجماهير بفرحة عارمة " أصبح لنا بابا "، " يحيا البابا " . الكردينال الفرنسي جان لوي توران هو من خرج علي الجماهير المحتشدة ليعلن اتفاق الكرادلة علي اختيار الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو البابا رقم 266، الذي اختار لنفسه اسما غير متكرر في تاريخ بابوات الكنيسة الممتدة لألفي سنة، ليصبح البابا فرنسيس الأول البالغ من العمر 76 عاما، لم يكن البابا الجديد الذي يحمل مثل كل البابوات لقب " الحبر الأعظم " ضمن المجموعة الصغيرة من الكرادلة الذين تم ترشيحهم لهذا المنصب، كان من المتوقع ان يكون البابا الجديد صغير السن نسبيا، لكن العناية الإلهية أتت بأول بابا من القارة الامريكية اللاتينية ومن خارج القارة الأوروبية، أتت بأسقف العاصمة الارجنتينية " بيونس ايرس، وهو أول راهب يسوعي يتولي سدة البابوية، عرف بتقشفه وتواضعه وحبه للفقراء وقربه منهم، كان يتنقل في البلاد التي كان يزورها بالباصات الشعبية التي يسعد بالحديث مع الموجودين بها من عامة الناس، ومن المعروف أن البابا الجديد أحد أركان المحافظين المدافعين عن الأفكار اللاهوتية، وهو بذلك خصم شرس لدعاة إضفاء الشرعية علي زواج مثلي الجنس، وبالرغم من ذلك فالبعض يحسبه علي الاصلاحيين، في اطلالته الاولي من شرفة الفاتيكان طلب من الحشود المنتظرة ان يصلوا من اجله ويمنحوه البركة، واضاف قائلا " يبدو ان الكرادلة قد استدعوني من آخر اصقاع الدنيا، لنصل جميعاً الواحد منا للآخر وللعالم لكي تكون هناك اخوة شاملة، ادعوكم إلي السير في طريق الأخوة والمحبة " . الحبر الاعظم الجديد طلب الصلاة من اجل البابا السابق بنديكتوس السادس عشر الذي اتخذ قرار الاستقالة من اجل خير الكنيسة كما قال،وهي الاستقالة التي لم تحدث إلا من 700 سنة عندما استقال البابا سيليستان الخامس بعد اشهر قليلة من توليه السدة البابوية، من المعروف ان لبابا الفاتيكان مكانة روحية ودينية كبيرة جدا لدي ما يقرب من مليار و600 مليون مسيحي كاثوليكي في العالم، وله ايضا ثقل سياسي مؤثر في مجريات الاحداث الدولية والاقليمية، ثقل مؤثر في عمليات السلام والحوار بين الاديان والحضارات، ولهذا اصدر الرئيس الامريكي اوباما بيانا يؤكد فيه ان البابا الجديد سيواصل حمل رسالة المحبة والتسامح التي كانت مصدر إلهام للعالم منذ اكثر من الفي عام، وقال انه سيكون مسرورا بالعمل مع البابا من اجل السلام والامن وكرامة الناس مهما كانت ديانتهم، نفس المعني أكد عليه الرئيس الفرنسي في تهنئته للبابا الجديد ،بينما عبرالامين العام للامم المتحدة "بان كي مون" عن امانيه في ان يواصل البابا تعزيز الحوار بين الاديان،لتحقيق العدل والقضاء علي الفقر والجوع .. نتمني ذلك لأن العالم يئن وتكثر أوجاعه بفعل التطاحن الغبي بين الإنسان وأخيه الإنسان .