علاء عبدالوهاب من حقي، وحقك،وحق أي إنسان أن يغضب. الغضب رد فعل طبيعي يشترك فيه كل من يملك مشاعر وأحاسيس، ومن ثم فإنه لا يقتصر علي البشر، فالحيوان يغضب ويثور ويثأر، لكن الفرق بين الإنسان وأي مخلوق آخر أن للبشر قدرة علي »عقلنة« غضبهم. اغضب، لكن لا تضر نفسك. اغضب، لكن لا تلحق الأذي ببريء. اغضب، لكن لا تحرق وتحطم ولا تدمر، ببساطة لأنك تملك حقا في وطنك، ولأن كل ما حولك أمانة في عنقك، ولأن إصلاحه أو إعادة بنائه سوف يقتطع من ضرائبك أو العائدات التي بدلا من أن تُوجه للبناء والتجديد، فإنها ستخصص لعلاج ما أسفر عنه غضبك. الغضب قد يبدأ بسيطا، هادئا، إلا أن عدم عقلنته تقود صاحبه إلي التصعيد، ليصبح الغضب ملتهبا، شديد السخونة، ربما يتجاوز حدوده إلي دوائر الكراهية المجنونة! اغضب، لكن فليكن غضبك عاقلاً نبيلاً. اغضب، لكن تحت سقف منخفض، حتي لا ينقلب عليك غضبك. اغضب، وحين تتكالب عليك الضغوط والمظالم، فليكن غضبك ساطعاً، ليكن زاداً للتغيير الايجابي، ودافعاً نحو تجاوز السلبيات لا تكريسها. اغضب، شرط ألا يكون غضبك من النوع الذي يثير الفوضي، ويشعل الحرائق، لأنك لن تنجو من آثار هذا النوع من الغضب الخبيث الذي يكون له فعل السرطان المدمر للأوطان. .............................. حين ذهب أحد الصحابة طالبا النصح من النبي (صلي الله عليه وسلم) قال له كلمة واحدة، كررها ثلاثا: »لا تغضب«