أصدر القضاء الإداري حكمه بعدم جواز تواجد الحرس التابع لوزارة الداخلية داخل الحرم الجامعي، أقام البعض الزينات واطلقوا الشماريخ، وانتاب القلق آخرين خوفا من انفلات وفوضي لا منجاة منهما، حكم قضائي وضع الجميع في حيرة وترقب كل يدبر لما هو آت، يتحسب لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، كل يريد ان يشغل فراغا ويحتل ساحة يراها توشك ان تخلو، القضاء اصبح وسيلة لتغيير أوضاع استقرت منذ سنوات بعد ان غلب الظن انها ستستمر بلا نهاية، لكن هل كان الحرس الجامعي إلي هذا الحد سيئا متجاوزا متجنيا؟ منذ عينت معيدا حتي توليت رئاسة القسم توالي علي الكلية العديد والعديد من رجال الأمن، لم أكن يوما من ممارسي السياسة ومازلت، كنت أسهر في الكلية وأبات الليل، لم يتعرض لي أحد ولم يعطلني عن عملي، كانت محاضراتي مسائية وكانوا ساهرين بعيدا عن بيوتهم حفاظا علي الكلية، كنت أترك سيارتي بالكلية عندما أكون علي سفر لثقتي فيمن يقومون علي أمنها، مثلي كثر، رجال أمن بعناية أختيروا علي خلق وعلي وعي، لم يدخلوا في مشاكل مع أي من أعضاء هيئات التدريس، طبيعة عملهم تحتم عليهم التصدي لمن يحاولون السيطرة علي الكليات بأفكارهم وأولوياتهم، وميليشياتهم، لهذا كان لهم أعداء يرونهم قاطعين عليهم خباياهم. في الكلية رؤساء أقسام بلحي وبدونها، لم يقف الأمن أمام تعيينهم، كثير من المعيدين كذلك، ما أوقف رجل أمن طالبا يدرس، وما تعرض إلا لمن يحاولون السيطرة وفرض الفوضي ما أكثر ما قيل من باطل وتلفيق، من يريدون خروج الحرس من الجامعة ينحصر نهجهم في القمع والترويع والكبت والحبس والتكميم، حلال لهم وأقله حرام علي غيرهم، لا ديمقراطية عندهم ولا حرية رأي، انقياد فقط، يريدونها علي الغارب. الأمن الخاص موجود في الجامعات الخاصة، لانها خرجت عن أجندة من يحاولون احتلال المجتمع، لأن اعداد الطلاب بها قليلة، لأن كل طالب دفع من دم قلبه ثمن تعليمه التناكة الموجودة في البلوشي ترف غير وارد في الجامعات الخاصة، ولا في أي جامعة في العالم، ما أكثر من خرجوا في إعارات لدول الخليج، ساروا علي العجين أمام الحرس الذي لا يرحم، لم يفتح لهم فم، لم تفارق شفة لهم أختها، لم يسمع لهم صوت، عوضوها هنا، الحرس الجامعي المصري ضيق عليهم حريتهم، وعطل أبحاثهم!! لم يخرج حكم القضاء عن النص علي عدم جواز وجود الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية داخل الجامعة، في صحف وفضائيات ومنتديات وتجمعات حولوا نصه بقدرة قادر لطرد!! الطرد يكون بنص صريح، لفظ غير لائق، يكون لمحتل غاصب بعد حرب، لكنهم صوروا أنفسهم أبطالا، طردوا العدو، الحرس الجامعي المصري، لكن بدون حرب، في الظل والطراوة!! الكارت الأحمر لمن يفبرك الأمور علي هواه، لمن يصطنع البطولة، لمن يظهر ما لا يبطن، لمن يعيث فرقة وانقساما لمن يميز الناس بدينهم وجنسهم وفكرهم وطبقتهم. لست مدافعا عن وجود أو عدم وجود الحرس الجامعي، لكنني أفضفض بما أراه واجبا، الحرس الجامعي أدي ولتثبت الأيام العكس، لا نريدها صومالا في الجامعات ولا في أي نقطة علي أرض مصر، وربنا يستر.. كاتب المقال : أستاذ ورئيس هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس